×
المُلخَّص في شرحِ كتَابِ التَّوحيد

قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ، فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، الْغُلُوُّ»([1]).

****

 أكون عبدًا لله ورسولاً منه، فصفوني بذلك ولا ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله.

مُناسَبة الْحديث لِلْباب: أنَّ الرَّسُولَ صلى الله عليه وسلم نهى عن الغُلُوِّ في حقِّه بإعطائه شيئًا من خصائص الرُّبُوبِيَّة، ممَّا يدُلُّ على تحريم الغُلُوِّ، وأنَّه يُفْضِي إِلى الشِّرْك كما أفْضى بالنَّصَارَى في حقِّ عِيسَى.

ما يُستفاد من الْحديث:

1- تحريمُ مُجاوزة الحدِّ في مدح النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وإخراجِه من دائرة العُبُودِيَّة، لأنَّ ذلك هو الشِّرْك بالله.

2- شدةُ نُصْحه صلى الله عليه وسلم لأُمَّتِه.

3- أنَّ الغُلُوَّ في الصَّالحين سببٌ للوقوع في الشِّرْك.

4- التَّحذيرُ مِن التَّشبُّه بالكُفَّار.

راوي الْحديث: هذَا الحديث ذَكَره المُصنِّف رحمه الله دون ذِكْر راويه. وقد رواه الإمامُ أَحْمَدُ والتِّرْمِذِيُّ وابْنُ مَاجَه من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ.

«إيَّاكُمْ»: كلمة تحذيرٍ.

«والْغُلُوَّ»: منصوب على التَّحذير بفعل مُقدَّرٍ، وهو مجاوزة الحدِّ.

«مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ»: مِن الأُمَمِ.


الشرح

([1])  أخرجه: ابن ماجه رقم (3029)، وأحمد رقم (3248)، وابن خزيمة رقم (2867).