ولابنِ جَرِيرٍ
بسنده عن سُفْيَانَ عن مَنْصُورٍ عن مُجَاهِدٍ: ﴿أَفَرَءَيۡتُمُ ٱللَّٰتَ وَٱلۡعُزَّىٰ﴾ [النجم: 19].
قال: كان يلُتُّ
لهم السَّوِيقَ فماتَ فعكفُوا على قبرِه.
وكذا قالَ أبو
الجوزاءِ عن ابنِ عَبَّاسٍ: كان يلُتُّ السَّوِيق للحَاجِّ.
****
أَوثَانا، فرَغِبَ إِلى ربِّه أن لا يجعل قبره
كذلك. ثم نبَّه صلى الله عليه وسلم على سببِ لُحُوقِ شِدَّة الغضب واللَّعنةِ
باليَهُودِ والنَّصَارَى أنَّه ما فعلوا في حقِّ قبور الأنبياء حتَّى صيَّروها
أَوثَانا تُعْبَد، فوقعوا في الشِّرْك العظيمِ المُضادِّ للتَّوحيد.
مُناسَبة الْحديث
لِلْباب: أنَّ الغُلُوَّ في القبور يجعلها أَوثَانا تُعبد؛ لأنَّ النَّبِيَّ صلى
الله عليه وسلم قال: «اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا يُعْبَدُ»
وبيَّن ذلك بقوله: «اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ».
ما يُستفاد من
الْحديث:
1- أنَّ الغُلُوَّ
في قبور الأنبياء يجعلُها أَوثَانا تُعبد.
2- أنَّ مِن
الغُلُوِّ في القبور اتِّخاذَها مساجدَ، وهذَا يُؤدِّي إِلى الشِّرْك.
3- إثباتُ اتِّصافِ
الله - سبحانه - بالغضب على ما يليق بجلاله.
التراجم:
1- ابنُ جَرِيرٍ هو: الإمامُ الحَافِظُ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبرِيُّ، صاحبُ التَّفسير، مات سنة 310 هـ رحمه الله.