المَعْنى
الإْجْماليُّ لِلْحديث: يُخبِر صلى الله عليه وسلم خبرًا معناه النَّهْيُ
عمَّا يتضمَّنه هذَا الخبرُ: أنَّ أُمَّته لا تدع شيئًا ممَّا كان يفعله اليَهُودُ
والنَّصَارَى إلاَّ فعلتْه كلَّه، لا تترُك منه شيئًا ولو كان شيئًا تافهًا،
ويُؤكِّد هذَا الخبرَ
بأنواعٍ مِن
التَّأكيدات، وهي اللاَّمُ المُوطئةُ للقَسَم ونونُ التَّوكيد، ووصَفَ مشابهَتِهِم
بأنَّها كمُشابهة قُذَّة السَّهم للقُذَّة الأخرى، ثم وصَفَها بما هو أدقُّ في
التَّشبُّه بهم؛ بحيث لو فعلوا شيئًا تافهًا غريبًا لكان في هذِه الأُمَّة من
يفعله تشبُّهًا بهم.
مُناسَبة الْحديث
لِلْباب:
أنَّ فيه دليلاً على
وقوع الشِّرْك في هذِه الأُمَّة؛ لأنَّه وُجد في الأُمَم قَبْلَنا، ويكون في هذِه
الأُمَّةِ مَن يفعله اتِّباعًا لهم.
ما يُستفاد من
الْحديث:
1- وقوعُ الشِّرْك
في هذِه الأُمَّة تقليدًا لمن سبَقها مِن الأُمَم.
2- عَلَمٌ مِن أعلام
نُبُوَّته حيث أخبر بذلك قبل وقوعه فوقع كما أخبر.
3- التَّحذيرُ مِن
مشابهة الكُفَّار.
4- التَّحذيرُ ممَّا
وقع فيه الكُفَّار مِن الشِّرْك بالله وغيرِه ممَّا حرَّم الله تعالى.
***