«خَاتم
النَّبِيِّين»: أي: آخر النَّبيِّين.
«حتَّى يأتِيَ أمْرُ
الله»: الظَّاهر أنَّ المرادُ به: الرِّيح الطيِّبةُ التي تقْبِضُ أرواحَ
المؤمنين.
«تَبَارَكَ»: كَمُل وتعاظم
وتقدَّس، ولا يُقال إلاَّ للهُ.
«وتَعَالَى»: تعاظم وكَمُلَ عُلُوُّه.
المَعْنى الإْجْماليُّ لِلْحديث: هذَا حديثٌ جليلٌ يشتمل على أمورٍ مُهمَّةٍ وأخبارٍ صادقةٍ، يُخبِر فيها الصَّادق المصدوق صلى الله عليه وسلم أنَّ الله - سبحانه - جمع له الأرْضُ حتَّى أبصر ما تملكه أُمَّتُه مِن أقصى المشارق والمغاربِ، وهذَا خبرٌ وُجِد مخبرُهُ، فقد اتَّسع مُلْكُ أُمَّته حتَّى بلغ من أقصى المغرب إِلى أقصى المشرق، وأخبر أنَّه أُعْطِيَ الكنزين فوقع كما أخبر، فقد حازت أُمَّتُه مُلْكَيَّ كِسْرى وقَيْصَر بما فيهما مِن الذَّهَب والفِضَّةِ والجوهرِ، وأخبر أنَّه سأل ربَّه لأُمَّته أن لا يهلكهم بجدْبٍ عامٍّ، ولا يُسلِّط عليهم عَدُوًا من الكُفَّار يستولي على بلادهم ويستأصل جماعَتهم، وأنَّ الله أعطاه المسألةِ الأُولى، وأعطاه المسألة الثَّانية ما دامت الأُمَّةُ متجنبةً لِلاْختلاف والتَّفرق والتَّناحر فيما بينها، فإذا وُجِد ذلك سلَّط عليهم عدُوَّهم من الكُفَّار، وقد وقع كما أخبر حينما تفرَّقت الأُمَّة. وتخوَّف صلى الله عليه وسلم على أُمَّتِه خَطَرَ الأُمَراء والعلماء الضَّالين المُضلِّين؛ لأنَّ النَّاس يقتدون بهم في ضلالهم. وأخبر أنَّها إذا وقعت الفِتْنةُ والقتالُ في الأُمَّة فإنَّ ذلك يستمرُّ فيها إِلى يوم القيامة، وقد وقع كما أخبر، فمنذ حَدثتِ الفِتْنَةُ بمقتلِ عُثْمَانَ رضي الله عنه وهي مستمرَّةٌ إِلى اليوم.