وقوله تعالى:﴿قُلۡ إِن كَانَ ءَابَآؤُكُمۡ وَأَبۡنَآؤُكُمۡ﴾ إلى قوله:﴿أَحَبَّ إِلَيۡكُم مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ﴾ الآية.
****
2- أنَّ مِن
المشركين مَن يُحِبُّ الله حُبًّا شديدًا ولا ينفعه ذلك إلاَّ بإخلاص المحبَّة
لله.
الآية كاملة: ﴿قُلۡ إِن كَانَ
ءَابَآؤُكُمۡ وَأَبۡنَآؤُكُمۡ وَإِخۡوَٰنُكُمۡ وَأَزۡوَٰجُكُمۡ وَعَشِيرَتُكُمۡ
وَأَمۡوَٰلٌ ٱقۡتَرَفۡتُمُوهَا وَتِجَٰرَةٞ تَخۡشَوۡنَ كَسَادَهَا وَمَسَٰكِنُ
تَرۡضَوۡنَهَآ أَحَبَّ إِلَيۡكُم مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَجِهَادٖ فِي سَبِيلِهِۦ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّىٰ يَأۡتِيَ ٱللَّهُ بِأَمۡرِهِۦۗ
وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡفَٰسِقِينَ﴾ [التوبة: 24].
﴿وَعَشِيرَتُكُمۡ﴾: أقْرِباؤكم، مأخوذٌ من العِشْرةِ.
﴿ٱقۡتَرَفۡتُمُوهَا﴾: اكْتَسَبْتُمُوهَا.
﴿كَسَادَهَا﴾: فواتَ وقْتِ نفاقها ورواجِها.
﴿وَمَسَٰكِنُ﴾: منازلُ.
﴿تَرۡضَوۡنَهَآ﴾: تُعْجِبُكُم الإقامةُ فيها.
﴿أَحَبَّ إِلَيۡكُم﴾: أيْ: إنْ كانت هذِه الأشياءُ أحبَّ إليكم مِن
الله ورسولِه وجهادٍ في سبيله.
﴿فَتَرَبَّصُواْ﴾: أيْ: انتظروا ما يحِلُّ بكم مِن عِقابه.
مَعْنى الآْية إجْمالاً: أمرَ اللهُ نبيَّه أنْ يتوعد مَن أحبَّ هذِه الأصنافَ فآثرها أو بعضَها على حُبِّ الله ورسولِه وفِعْلِ ما أوجب الله عليه من الأعمال التي يُحبُّها ويرضاها، كالهجرة والجهادِ ونحوِ ذلك، فبدأ الله بالآباء والأبناءِ والإخوانِ، وكذا الأصدقاءِ ونحوِهم، فمن ادَّعى محبَّةَ اللهِ وهو يُقدِّم محبَّةَ هذِه الأشياءِ على محبَّته فهو كاذبٌ، ولينتظر العقوبة.