×
المُلخَّص في شرحِ كتَابِ التَّوحيد

عن أَنَسٍ أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ، وَوَالِدِهِ، وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ»([1]) أخرجاه.

****

مُناسَبة الآْية لِلْباب: أنَّ فيها وجوبَ تقديمِ محبَّةِ الله ومحبَّة ما يُحِبُّه

اللهُ من الأشخاص والأعمالِ على محبَّة ما سِوى ذلك.

ما يُستفاد من الآْية:

1- وجوبُ محبَّةِ الله تعالى ومحبَّة ما يُحِبُّه.

2- وجوبُ حُبِّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

3- الوعيدُ على مَن كانت هذِه الثمانيةُ أو غيرُها أحبَّ إليه مِن دِينه.

«لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ»: أيْ: الإيمان الكامل.

«حتَّى أَكُونَ أحَبَّ إلَيهِ»: بنصْبِ «أحبَّ» خبرُ أكونُ.

«والنَّاسِ أَجْمَعِين»: مِن عطف العامِّ على الخاصِّ.

المَعْنى الإْجْماليُّ لِلْحديث: يُخبِر صلى الله عليه وسلم أنَّ أحدًا لن يُؤمنَ الإيمانَ الكاملَ الذي تَبْرأ به ذِمَّتُه ويستحقَّ به دخولَ الجَنَّة حتَّى يُقَدِّمَ محبَّةَ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم على محبَّةِ أقربِ النَّاسِ إليه، وعلى محبَّةِ كلِّ مخلوقٍ؛ لأنَّ بسببه صلى الله عليه وسلم حصولَ الحياةِ الأبديَّةِ، والإنقاذَ من الضَّلال إِلى الهدى، ومحبَّتُه صلى الله عليه وسلم تقتضي طاعتُهُ واتِّباعُ ما أَمَرَ به وتقديمَ قولِهِ على قولِ كُلِّ مخلوقٍ.

مُناسَبة الْحديث لِلْباب: أنَّ فيه دليلاً على وجوبِ تقديمِ محبَّةَ الرَّسُول صلى الله عليه وسلم على محبَّةِ كُلِّ مخلوقٍ، وأنَّ تحقيقَ الإيمانِ مشروطٌ بذلك.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (15)، ومسلم رقم (44).