بابٌ:
مِنَ الإيمانِ باللهِ الصَّبْرُ على أقْدارِ الله
وقولِهِ تعالى: ﴿وَمَن يُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ يَهۡدِ قَلۡبَهُۥ﴾ [التغابن: 11].
قالَ عَلْقَمَةُ: هُوَ
الرَّجُلُ تصيبُهُ المصيبةُ فيعلمُ أنَّها مِنْ عندِ اللهِ فيرضَى ويُسَلِّم.
****
ترجمة عَلْقَمَة: هو عَلْقَمَةُ بنُ قَيْسٍ
بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَلْقَمَةَ، وُلِد في حياة النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
وهو مِن كبارِ التَّابعين وعلمائِهِم وثِقاتِهِم، مات بعد السِّتِّين من الهجرة.
مُناسَبة الْباب
لكتاب التَّوحيد: أراد المُصَنِّف بهذَا الباب بيانَ وجوبِ الصَّبْر على الأقْدار وتحريمِ
التَّسخُّط منها؛ لأنَّ ذلك يُنافي كمال التَّوحيد.
«الإيْمَان»: في
اللُّغة: التَّصْديق الذي معه ائتمانٌ للمُخْبِر، وفي الشَّرْع: نُطْقٌ
باللِّسانِ واعتقادٌ بالقلبِ وعملٌ بالجوارحِ.
«الصَّبْر»: في اللُّغة:
الحَبْس والكَفُّ. وشَرْعًا هو: حبْس النَّفْس عن الجَزَع، واللِّسانِ عن
التَّشكِّي والسَّخَطِ، والجوارحِ عن لَطْم الخُدود وشقِّ الجُيوب.
﴿وَمَن يُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ﴾: فيعتقد أنَّ المصيبة
بقضائه وقَدَرِه، ويسترجع عندها.
﴿يَهۡدِ قَلۡبَهُۥ﴾: للصَّبْر عليها.
«هُو الرَّجُل تُصِيبُه... إلخ»: هذَا تفسيرٌ للإيمان المذكورِ في الآْية.
الصفحة 1 / 381