وفي صحيحِ
مُسْلِمٍ عن أَبِي هُرَيرَةَ رضي الله عنه أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم
قَالَ: «اثْنَتَانِ فِي النَّاسِ هُمَا بِهِمْ كُفْرٌ: الطَّعْنُ فِي النَّسَبِ
وَالنِّيَاحَةُ عَلَى الْمَيِّتِ»([1]).
****
المَعْنى
الإْجْماليُّ لِلآْية: يُخبِر - تعالى - أنَّ مَنْ أصابته مُصيبةٌ فعلم
أنَّها مِن قَدَر الله فصَبَر واحْتَسَب واسْتَسْلَم لقضاء الله هَدَى الله
قلْبَه، وعوَّضه عما فاته من الدُّنْيا هُدىً في قلْبه ويقينًا صادقًا، وقد
يُخْلِف عليه ما أُخِذَ منه أو خيرًا منه.
مُناسَبة الآْية
لِلْباب: أنَّ فيها دليلاً على فضيلة الصَّبْر على أقْدار الله المُؤلِمة.
ما يُستفاد من
الآْية:
1- فضيلةُ الصَّبْر
على أقْدار الله المُؤلِمة كالمصائب.
2- أنَّ الأعمال مِن
مُسمَّى الإيمان.
3- أنَّ الصَّبْرَ
سببٌ لهداية القلْب.
4- أنَّ الهدايةَ
مِن ثواب الصَّابر.
« هُمَا»: أي: الاثنتان.
«بِهِم كُفْرٌ»: أيْ: هاتان
الخصلتان كُفْرٌ قائمٌ بالنَّاس حيث كانتا من أعمال الكُفَّار.
«الطَّعْنُ فِي
النَّسَب»: أيْ: الوقوع فيه بالعيب والتَّنقُّصِ.
«والنِّياحَة عَلَى المَيِّت»: أي: رَفْع الصَّوت بتعديد شمائله؛ لما في ذلك من التَّسخُّط على القَدَر.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (67).