ولهُما عن ابنِ
مَسْعُودٍ رضي الله عنه مرفوعًا: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ ضَرَبَ الخُدُودَ، وَشَقَّ
الجُيُوبَ، وَدَعَا بِدَعْوَى الجَاهِلِيَّةِ»([1]).
****
المَعْنى
الإْجْماليُّ لِلْحديث: يُخبِر صلى الله عليه وسلم أنَّه سيستمرُّ في النَّاس
خصلتان من خصال الكُفْر، لا يسْلَم منهما إلاَّ من سلَّمه الله:
الأُولى: عيْبُ الأنساب
وتنقُّصها.
الثَّانية: رَفْع الصَّوت عند
المصيبة تسخُّطًا على القَدَر.
لكن ليس مَن قام به
شعبةٌ مِن شُعَبِ الكُفْر يكون كافرًا الكُفْرُ المُخْرِجُ من المِلَّة حتَّى
يقومَ به حقيقةُ الكُفْر.
مُناسَبة الْحديث
لِلْباب: أنَّ فيه دليلاً على تحريم النِّياحة؛ لِمَا فيها من السَّخَط على القدَر
وعدمِ الصَّبْر.
ما يُستفاد مِن
الْحديث:
1- تحريمُ النِّياحة
وأنَّها مِن خصال الكُفْر ومِن الكبائر.
2- وجوبُ الصَّبْر؛
لأنَّه إذا حُرِّمَت النِّياحةُ دلَّ على وجوب ضِدِّها وهو الصَّبْر.
3- أنَّ مِن الكُفْر
ما لا يُنقل عن المِلَّة.
4- تحريمُ الطَّعْنِ
في الأنساب وتنقُّصِها.
«لَيسَ مِنَّا»: هذَا مِن باب
الوعيد ولا ينبغي تأويله.
«مَن ضَرَبَ الْخُدُودَ»: خص الخَدَّ لأنَّه الغالب، وإلاَّ فضَرْبُ بقيةُ الوجهِ مثلُه.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1294)، ومسلم رقم (103).