ولمَّا سَمِعتْ
قُرَيشٌ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يذكر الرَّحْمَنَ أنكروا ذلك، فأنزل
الله: ﴿وَهُمۡ يَكۡفُرُونَ
بِٱلرَّحۡمَٰنِۚ﴾ [الرعد: 30].
*****
2- أنَّ مَن ردَّ
شيئًا من نصوص الصِّفات أو استنكره بعد صِحَّته فهو مِن الهالكين.
3- الإنكارُ على مَن
استنكر شيئًا مِن نصوص الصِّفات.
المَعْنى الإْجْماليُّ للأثَر: يذكر الرَّحْمَنَ:
يعني حين كَتَب: «بسم الله الرحمن الرحيم» في صُلْح الحُدَيْبِيَّةِ فقالوا: أمَّا
الرَّحْمَنُ فلا نعرفه، ولا ندري ما الرَّحْمَنُ، ولا نكتب إلاَّ: باسمك اللهم([1]) فيكون هذَا هو سبب
نزول الآية، وقيل: قالوا ذلك حينما سمِعوا الرَّسُول صلى الله عليه وسلم يدعو في
سجوده ويقول: «يَا رَحْمَنُ يَا رَحِيمُ» فقالوا: هذَا يزعم أنَّه يدعو واحدًا
وهو يدعو اثْنَين: الرَّحْمَنَ والرَّحِيمَ، وهذَا سببٌ آخرَ لنزول الآية، ولا
مانع أن تُنزَّل الآية لِسببَينِ أو أكثرَ، وتقدَّمت هذِه الآية وما يتعلَّق بها
في أوَّل الباب.
ما يُستفاد من
الأْثَر:
1- ثبوتُ الأسماء
والصِّفات للهِ عز وجل.
2- أنَّ تعددَ الأسماء
لا يدُلُّ على تعدد المُسمَّى.
3- مشروعيَّةُ دعاءِ الله بأسمائه وصفاتِه.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2731).
الصفحة 5 / 381