×
المُلخَّص في شرحِ كتَابِ التَّوحيد

بابٌ: مَنْ سَبَّ الدَّهْرَ فَقَدْ آذَى اللهَ

وقوْلِ اللهِ تعالى:﴿وَقَالُواْ مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا ٱلدُّنۡيَا نَمُوتُ وَنَحۡيَا وَمَا يُهۡلِكُنَآ إِلَّا ٱلدَّهۡرُۚ الآية.

*****

تمام الآية: ﴿وَمَا لَهُم بِذَٰلِكَ مِنۡ عِلۡمٍۖ إِنۡ هُمۡ إِلَّا يَظُنُّونَ [الجاثية: 24].

مُناسَبة الْباب لكتاب التَّوحيد: أنَّ سبَّ الدَّهْر يتضمَّن الشِّرْكَ؛ لأنَّ سابَّ الدَّهْر إذا اعتقد أنَّه فاعلٌ مع الله فهو مُشرِكٌ.

آذَى اللهَ: حيث وصَفَه بصفات النَّقص.

﴿وَقَالُواْ: أي: مُنكِرو البعث.

﴿مَا هِيَ: أيْ: الحياة.

﴿إِلَّا حَيَاتُنَا ٱلدُّنۡيَا: أيْ: التي في الدُّنْيا وليس هناك حياةٌ أُخْرَوِيَّةٌ.

﴿نَمُوتُ وَنَحۡيَا: أي: يموت بعضٌ ويحيا بعضٌ بأن يولَدُوا.

﴿وَمَا يُهۡلِكُنَآ إِلَّا ٱلدَّهۡرُۚ: أيْ: مرورُ الزَّمان.

﴿﴿وَمَا لَهُم بِذَٰلِكَ: أيْ: القول.

﴿مِنۡ عِلۡمٍۖ: أيْ: لا دليل لهم عليه، وإنَّما قالوه بِناءً على التَّقليد والإنكارِ لِمَا لم يحسُّوا به ولم يُحيطوا بعلمه.

المَعْنى الإْجْماليُّ لِلآْية: يُخبِر - تعالى - عن الدَّهْرِيَّةِ مِن الكُفَّار ومَن وَافَقَهم مِن مُشرِكي العربِ في إنكارِ البعثِ أنَّهم يقولون: ليس هناك حياةٌ غيرِ حياتنا الحاضرةِ، لا حياةٌ سِواها، يموت بعضُنا ويُولَد البعضُ الآخرُ، وليس هناك سببٌ لموتنا سِوى مُرور الزَّمن وتكرُّر اللَّيل 


الشرح