×
المُلخَّص في شرحِ كتَابِ التَّوحيد

وفي الصَّحيحِ عن أَبِي هُرَيرَةَ رضي الله عنه عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: قَالَ اللهُ عز وجل: «يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ، يَسُبُّ الدَّهْرَ وَأَنَا الدَّهْرُ، أُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ» وفي روايةٍ: «لاَ تَسُبُّوا الدَّهْرَ، فَإِنَّ اللهَ هُوَ الدَّهْرُ»([1]).

*****

والنَّهار، فردَّ اللهُ عليهم بأنَّهم ليس لهم حُجَّةٌ على هذَا الإنكارِ إلاَّ مجرَّد الظَّنِّ، والظَّنُّ ليس بحُجَّةٍ، والمفروض فيمَن نفى شيئًا أن يُقيم البُرهانَ على نفْيه، كما أنَّ مَنْ أثبت شيئًا فإنَّه يُقيم الدَّليل على إثباته.

مُناسَبة الآْية لِلْباب: أنَّ مَنْ سبَّ الدَّهْرَ فقد شارك هَؤُلاءِ الدَّهْرِيَّةَ في سبِّه وإن لم يُشارِكهم في الاعتقاد.

ما يُستفاد من الآْية:

1- إثباتُ البعثِ والرَّدُّ على مَن أنكَره.

2- ذمُّ مَنْ ينسبُ الحوادِثَ إِلى الدَّهْر.

3- أنَّ مَنْ نفى شيئًا فهو مطالَبٌ بالدَّليل على نفْيهِ، كالمُثبِت.

4- أنَّ الظَّنَّ لا يُعتمَد عليه في الاستدلال في العقائد.

«في الصَّحيح»: أي: صحيح البُخَارِيِّ.

«يُؤْذِينِي»: يتنقَّصُني.

«يسُبُّ الدَّهْرَ»: أيْ: يذُمُّه ويلومه عند المصائب التي تنزل.

«وأنَا الدَّهْرُ»: أيْ: صاحب الدَّهْر ومُدير الأمور التي يَنْسِبُونها إِلى الدَّهْر.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (4826)، ومسلم رقم (2246).