﴿قَآئِمَةٗ﴾: أيْ: تقوم.
﴿وَلَئِن رُّجِعۡتُ إِلَىٰ رَبِّي﴾: أي: ولئن قامت
السَّاعة - على سبيل الافتراض - ورُجِعتُ إِلى ربِّي.
﴿إِنَّ لِي عِندَهُۥ لَلۡحُسۡنَىٰۚ﴾: أيْ يكون لي عند
الله في الآخرة الحالةُ الحُسنى من الكرامة؛ وذلك لاعتقاده أنَّ ما أصابه مِنْ
نِعَمِ الدُّنْيا فهو لاستحقاقه إيَّاه وليس لله فيه فضلٌ.
﴿فَلَنُنَبِّئَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ﴾: فلنُخبِرَنَّهم.
﴿بِمَا عَمِلُواْ﴾: أيْ: بحقيقة أعمالهم، عكس ما اعتقدوه مِنْ
حُسْنِ مُنقَلَبِهم.
﴿غَلِيظٖ﴾: أي: شديدٍ.
المَعْنى
الإْجماليُّ لِلآْية: يُخبِر - تعالى - أنَّ الإِنسَان في حالِ الضُّرِّ
يَضْرَعُ إِلى الله، وينيبُ إليه ويدعوه، وأنَّه في حالِ اليُسْر والسَّعَةِ
يتغيَّر حالُه، فيُنكِر نِعْمةَ الله عليه، ويُعرِض عن شُكْرها؛ لزعمه أنَّه
إنَّما حصلت له هذِه النِّعْمَةُ بكدِّه وكسْبِه وحولِه وقوَّتِه، وأعظم من ذلك
أنَّه ينفي قيام السَّاعة وزوالَ الدُّنْيا، ويقول: إنْ قُدِّرَ قيامُ السَّاعة
فستستمرُّ لي هذِه الحالةُ الحسنةُ، لأنَّني أستحقُّها، ثُمَّ يعقب - سبحانه - على
ذلك بأنَّه لا بُدَّ أن يُوقِفَ هذَا وأمْثالَه مِن الكافرين على حقيقة أعمالهم
الشَّنيعةِ ويُجازيهم عليها بأشدِّ العقوبة.
ما يُستفاد من
الآْية:
1- وجوبُ شُكْرِ نِعْمة الله والاعتراف بأنَّها منه وحْدَه.