بابُ: لا
يُرَدُّ مَنْ سألَ بالله
عن ابنِ عُمَرَ
رضي الله عنهما قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنِ اسْتَعَاذَ
بِاللَّهِ فَأَعِيذُوهُ، وَمَنْ سَأَلَ بِاللَّهِ فَأَعْطُوهُ، وَمَنْ دَعَاكُمْ
فَأَجِيبُوهُ، وَمَنْ صَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ، فَإِنْ لَمْ
تَجِدُوا مَا تُكَافِئُونَهُ، فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَرَوْا أَنَّكُمْ قَدْ
كَافَأْتُمُوهُ»([1]). رواه أَبُو
دَاوُدَ والنَّسَائِيُّ بسندٍ صحيحٍ.
*****
مُناسَبة هذَا الْباب لكتاب التَّوحيد:
لأنَّ في عدم إعطاء مَن سأل بالله عدمَ إعظامٍ لله، وعدمَ إجلالٍ له؛ وذلك يُخِلُّ
بالتَّوحيد.
«مَن اسْتَعَاذَ
بِاللهِ»: أيْ: مَن لَجَأَ إِلى الله وسَأَلَكم أن تدفعوا عنه شرَّكم أو شرَّ
غيرِكم.
«فَأعِيذُوه»: أيْ: امنعوه ممَّا
استعاذ منه وكُفُّوه عنه؛ تعظيمًا لاِسْم الله.
«ومَن سَألَ
بِاللهِ»: بأن قال: أسألُك بالله.
«فأعْطُوهُ»: أيْ: أعطُوهُ ما
سألَ ما لم يسألْ إثمًا أو قطيعةَ رَحِمٍ.
«ومَن دَعَاكُم»: أيْ: إِلى طعامٍ
أو غيرِه.
«فأجِيبُوه»: أيْ: أجيبوا
دَعْوتَهُ.
«ومَن صَنَعَ
إِلَيكُم»: أيْ: مَن أحسن إليكم أيَّ إحسانٍ.
«مَعْرُوفًا»: المعْروفُ: اسمٌ
جامعٌ للخير.
«فَكَافِئُوهُ»: أيْ: على إحسانه بمثْله أو خيرٍ منه.
الصفحة 1 / 381