×
المُلخَّص في شرحِ كتَابِ التَّوحيد

﴿وَلِيَبۡتَلِيَ ٱللَّهُ: أي: يختبر.

﴿مَا فِي صُدُورِكُمۡ: أيْ: قلوبكم مِن الإخلاص والنِّفاق.

﴿وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمۡۚ: أيْ: يُميِّز ما تنطوي عليه مِن النِّيات.

﴿بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ: بما في القلوب، فهو غنيٌّ عن الابتلاء، وإنَّما يفعله ليظهرَ للنَّاس وليترتَّبَ عليه الثَّوابُ والعِقابُ.

المَعْنى الإْجْماليُّ لِلآْية: يُخبِر الله - سبحانه - عما كان يكِنُّه المُنافقون يومَ وقْعة أُحُدٍ مِن الاعتراض على القَدَر والتَّسخُّطِ لِمَا وقع عليهم مِن الله، وأنَّهم يقولون: لو كان الاختيارُ والمشورةُ إلينا ما خرجْنا، ولَنَجَوْنَا ممَّا حَصَل مِن الهزيمةِ والقتْلِ، فردَّ الله عليهم بأنَّ ما حَصَل قَدَرٌ مُقدَّرٌ لا يُنجي منه البقاءُ في البيوت؛ فالتلهُّف وقولُ: لا يُجْدي شيئًا.

مُناسَبة الآْية لِلْباب: أنَّ قول: «لو» في الأمورِ المُقدَّرةِ لا يجوز، وهو من كلام المُنافقين.

ما يُستفاد من الآْية:

1- النَّهْيُ عن قول: «لو» في الأمورِ المُقدَّرةِ؛ لأنَّها تدُلُّ على التَّسخُّط على القدَر وتُجدِّدُ الأحزانَ في النُّفوس، أمَّا قول: «لو» تندُّمًا على فوات الطَّاعة فلا بأس به؛ لأنَّه يدُلُّ على الرَّغْبة في الخير.

2- مشروعيَّةُ الاستسلامِ للقضاء والقَدَر وعدمُ تسخّطِه.

3- أنَّ الحذرَ لا يُنْجِي مِن القَدَر.

4- أنَّ مَن كُتِبَ عليه الموتُ في محلٍّ فلا بُدَّ أن يذهب إليه ولو حاول الامتناع عنه.

****


الشرح