وقولهِِ:﴿ ٱلَّذِينَ قَالُواْ لِإِخۡوَٰنِهِمۡ وَقَعَدُواْ لَوۡ أَطَاعُونَا مَا
قُتِلُواْۗ﴾ الآية.
****
تمام الآية: ﴿قُلۡ فَٱدۡرَءُواْ عَنۡ
أَنفُسِكُمُ ٱلۡمَوۡتَ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ﴾ [آل عمران: 168].
﴿قَالُواْ لِإِخۡوَٰنِهِمۡ﴾: أيْ: قالوا للمسلمين
المُجاهدين، سُمُّوا إخوانَهم لموافقتهم في الظَّاهر، وقيل: إخوانُهم في النَّسَب.
﴿وَقَعَدُواْ﴾: أيْ: عن الجِهاد.
﴿لَوۡ أَطَاعُونَا﴾: أيْ: في القعود.
﴿مَا قُتِلُواْ﴾: أيْ: كما لَمْ نُقْتَل.
قَلْ: أيْ:
لهَؤُلاءِ.
﴿فَٱدۡرَءُواْ عَنۡ أَنفُسِكُمُ ٱلۡمَوۡتَ﴾: أيْ: ادفعوه عنها.
﴿إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ﴾: أيْ في أنَّ
القعود يُنجِّي منه.
المَعْنى
الإْجْماليُّ لِلآْية: يُنكِر - تعالى - على المنافقين الذين يُعارضون
القَدَر بقولهم لِمَنْ خَرَج مع رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يومَ أُحُدٍ: لو
سمعوا مشورتَنا عليهم بالقعود وعدمِ الخروج ما قُتِلُوا مع مَن قُتِل، ويَرُدُّ
عليهم بأنَّهم إن كانوا يقْدِرُون على دفْعِ القتْل عمَّن كُتِبَ عليه فلْيدفعوا
الموتَ عن أنفسهم فهي أَوْلَى بالدفْع عنها، فإذا لم يقْدِرُوا على الدفْع عنها
فغيرُها مِن باب أَوْلَى.
مُناسَبة الآْية
لِلْباب: أنَّ قول: «لو» في الأمورِ المُقدَّرةِ مِن سِمات المُنافقين.