«فلاَ
تَقُلْ: لَو أنِّي فَعَلْتُ كَذَا»: أيْ: فإنَّ هذَا القول لا يُجْدي عليك شيئًا.
«ولَكِنْ قُلْ:
قَدَّرَ اللهُ»: أيْ: لأنَّ ما قدَّره لا بُدَّ أن يكون، والواجب التَّسليمُ للمقدور.
«فإنَّ لَو تَفْتَحُ
عَمَلَ الشَّيطَان»: أيْ: لِمَا فيها مِن التَّأسُّف على ما فات والتحسُّرِ
والحُزْنِ ولوْمِ القَدَر.
المَعْنى
الإْجْماليُّ لِلْحديث: يأمُر النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم في هذَا الحديثِ
بالحِرْص على النَّافع مِن الأعمال، والاستعانةِ بالله في القيام بها، وترقُّبِ
ثمراتِها، وينهَى عن العجز؛ لأنَّه يُنافي الحِرْصَ على ما ينفع، ولمَّا كان
الإِنسَان مُعَرَّضًا للمصائب في هذِه الدُّنْيا أُمِر بالصَّبْر والَّتحمُّلِ
وعدمِ التَّلوُّم بقول: لَوْ أنَّنِي فَعَلْتُ، لَوْ أنَّنِي تَرَكْتُ؛ لأنَّ ذلك
لا يُجْدي شيئًا، مع أنَّه يفتح على الإِنسَان ثغْرةً لعدوِّه الشَّيطانِ يَدخلُ
عليه منها فيُحزِنُه.
مُناسَبة ذِكْر
الْحديث في الْباب: أنَّ فيه النَّهْيَ عن قول: «لو» عند نزول المصائب،
وبيانَ ما يترتَّبُ على قولها ِمن المفسدة.
ما يُستفاد من
الْحديث:
1- الحَثُّ على
الاجتهاد في طَلَب النَّفْع العاجلِ والآجلِ ببذْل أسبابه.
2- وجوبُ الاستعانةِ
بالله في القيام بالأعمال النَّافعةِ والنَّهْيُ عن الاعتماد على الحول
والقُوَّةِ.
3- النَّهْيُ عن العجزِ والبطالةِ وتعطيلِ الأسباب.