بابُ:
قولِ الله تعالى: ﴿يَظُنُّونَ
بِٱللَّهِ غَيۡرَ ٱلۡحَقِّ ظَنَّ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِۖ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ
ٱلۡأَمۡرِ مِن شَيۡءٖۗ قُلۡ إِنَّ ٱلۡأَمۡرَ كُلَّهُۥ لِلَّهِۗ﴾ الآية.
****
تمام الآية: ﴿يُخۡفُونَ فِيٓ أَنفُسِهِم
مَّا لَا يُبۡدُونَ لَكَۖ يَقُولُونَ لَوۡ كَانَ لَنَا مِنَ ٱلۡأَمۡرِ شَيۡءٞ مَّا
قُتِلۡنَا هَٰهُنَاۗ قُل لَّوۡ كُنتُمۡ فِي بُيُوتِكُمۡ لَبَرَزَ ٱلَّذِينَ كُتِبَ
عَلَيۡهِمُ ٱلۡقَتۡلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمۡۖ وَلِيَبۡتَلِيَ ٱللَّهُ مَا فِي
صُدُورِكُمۡ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمۡۚ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِذَاتِ
ٱلصُّدُورِ﴾ [آل عمران: 154].
مُناسَبة هذَا
الْباب لكتاب التَّوحيد: التَّنبيه على أنَّ حُسْن الظَّنِّ بالله من واجبات
التَّوحيد، وأنَّ سُوءَ الظَّنِّ بالله يُنافي التَّوحيد.
﴿يَظُنُّونَ﴾: أي: المُنافقون، والظَّنُّ في الأصل خلاف
اليقين.
﴿غَيۡرَ ٱلۡحَقِّ﴾: أيْ: غير الظَّنِّ الحقِّ.
﴿ظَنَّ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِ﴾: بَدَلٌ من ﴿غَيۡرَ ٱلۡحَقِّ﴾ أي: الظَّنُّ
المنسوبُ إِلى أهل الجهل حيث اعتقدوا أنَّ الله لا ينصر رَسُولَه، والمراد
بالجاهليَّة ما قبل الإِسْلام.
﴿يَقُولُونَ﴾: بَدَلٌ مِن ﴿ يَظُنُّونَ﴾.
﴿هَل لَّنَا مِنَ ٱلۡأَمۡرِ مِن شَيۡءٖۗ﴾: استفهامٌ بمعنى النَّفْي، أيْ: ما لنا مِن النَّصر
والظَّفَر نصيبٌ قطُّ، أو: قدْ مُنعنا من تدبير أنفسنا فلم يبقَ لنا من الأمْر
شيءٌ.
﴿قُلۡ إِنَّ ٱلۡأَمۡرَ كُلَّهُۥ لِلَّهِۗ﴾: أيْ: ليس لكم ولا لغيركم مِن الأمْر شيءٌ، بل الأمْرُ كلُّه لله، فهو الذي لا رادَّ لما شاءه وأراده.
الصفحة 1 / 381