بابُ: مَا
جاءَ في المُصوِّرينَ
عن أَبِي هُرَيرَةَ رضي الله
عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «قَالَ اللَّهُ عز وجل: وَمَنْ
أَظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ كَخَلْقِي، فَلْيَخْلُقُوا ذَرَّةً أَوْ
لِيَخْلُقُوا حَبَّةً أَوْ لِيَخْلُقُوا شَعِيرَةً»([1]) أخرجاه.
*****
مُناسَبة هذَا
الْباب لكتاب التَّوحيد: لمَّا كان التَّصويرُ وسيلةَ الشِّرْك المضادِّ
للتَّوحيد، نَاسَبَ أنْ يعقد المُؤلِّف هذَا الْباب؛ لبيان تحريمه وما ورد فيه مِن
الوعيدِ الشَّديدِ.
«ما جَاءَ في
المُصوِّرين»: أي: من الوعيدِ الشَّديدِ.
«ومَنْ أظْلَمُ»: أيْ: لاَ أحدَ
أظْلم منه.
«يَخْلُقُ كخَلْقِي»: أيْ: لأنَّ
المُصوِّر يُضاهي خلْقَ الله.
فلْيَخْلُقُوا»:
أمرُ تعجيزٍ وتحدٍّ وتهديدٍ.
«ذَرَّةً»: هي: النَّمْلةُ
الصَّغيرةُ.
«أو لِيَخْلُقُوا»: تعجيزٌ آخرُ.
«حَبَّةً»: أيْ: حَبَّةَ
حِنطةٍ فيها طعمُ ومادةُ نباتٍ وإنتاجٍ.
«أو لِيَخْلُقُوا»: تعجيزٌ آخرُ.
«شَعِيرَةَ»: نوعٌ آخرُ من
الحُبوب.
المَعْنى الإْجْماليُّ لِلْحديث: يروي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عن ربِّه عز وجل أنَّه يقول: لا أحدَ أشدَّ ظُلْمًا ممَّن يُصوِّر الصُّوَرَ على شكل خَلْق الله؛ لأنَّه بذلك يُحاول مُشابهةَ الله في فِعْله، ثُمَّ يتحدَّاه اللهُ عز وجل ويُبيِّن عجْزه عن أن
الصفحة 1 / 381