×
المُلخَّص في شرحِ كتَابِ التَّوحيد

ولهُمَا عن عَائِشَةَ رضي الله عنها: أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ القِيَامَةِ الَّذِينَ يُضَاهِئُونَ بِخَلْقِ اللَّهِ»([1]).

****

يخْلُق أصغرَ شيءٍ مِن مخلوقاته وهو الذَّرَّة، بل هو عاجز عن أن يخلُق ما هو أدنى مِن ذلك وهو الجَماد الصَّغيرُ، ومع ذلك لا قُدْرَةَ لهم على ذلك كلِّه؛ لأنَّ الله هو المُتفرِّد بالخلْق.

مُناسَبة ذِكْر هذَا الْحديث في الْباب: أنَّه يدُلُّ على تحريم التَّصوير، وأنَّه مِن أظلم الظُّلْم.

ما يُستفاد من الْحديث:

1- تحريمُ التَّصويرِ وبأيِّ وسيلةٍ وُجِد، وأنَّ المُصوِّرَ مِن أظْلَم الظَّالمين.

2- وصفُ اللهِ أنَّه يتكلَّم.

3- أنَّ التَّصويرَ مضاهاةٌ لخلْق الله، ومحاولةٌ لمُشارَكته في الخلْق.

4- أنَّ القدرةَ على الخلْق مِن خصائص الله سبحانه وتعالى.

«ولهما»: أيْ: البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ.

«يُضاهِئُونَ بخلْق الله»: أي: يُشابهون بما يصنعونه ما يصنعه الله.

المَعْنى الإْجْماليُّ لِلْحديث: يُخبِر صلى الله عليه وسلم خبرًا معناه: النَّهْيُ والزَّجرُ أنَّ المُصوِّرين أشدُّ النَّاس عذابًا في الدَّار الآخرة، لأنَّهم أقْدَمُوا على جريمةٍ شنعاءَ وهي صناعتُهم ما يُشابه لخلْق الله في صناعة الصُّوَر.

مُناسَبة الْحديث لِلباب: أنَّه يدُلُّ على شدَّة عقوبة المُصوِّرين، ممَّا يُفيد أنَّ التَّصويرَ جريمةٌ كبرى.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (2479)، ومسلم رقم (2107).