ولهُمَا عن ابنِ
عَبَّاسٍ رضي الله عنهما سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:
«كُلُّ مُصَوِّرٍ فِي النَّارِ، يُجْعَلُ لَهُ بِكُلِّ صُورَةٍ صَوَّرَهَا نَفْسٌ
يُعَذَّبُ بِهَا فِي جَهَنَّمَ»([1]). ولهُمَا عنْه
مرفوعًا: «مَنْ صَوَّرَ صُورَةً فِي الدُّنْيَا كُلِّفَ أَنْ يَنْفُخَ فِيهَا
الرُّوحَ، وَلَيْسَ بِنَافِخٍ»([2]).
****
ما يُستفاد من
الْحديث:
1- تحريم التَّصوير
بجميع أشكاله وبأيِّ وسيلةٍ وُجِد، وأنَّه مُضاهاةٌ لخلْق الله.
2- أنَّ العذابَ
يومَ القيامة يتفاوت بحَسَب الجرائم.
3- أنَّ التَّصويرَ
مِن أعظم الذُّنوب، وأنَّه مِن الكبائر.
«كُلُّ مُصوِّرِ»: أيْ: لِذِي رُوحٍ.
«في النَّارِ»: لتعاطيه ما يُشبه
ما انفرد الله به مِن الخَلْق والاختراعِ.
«يُجعَلُ لَهُ
بكُلِّ صُورَةٍ نَفْسٌ يُعذَّب بِهَا»: الباء بمَعْنى «في»، أي:
يُجعل له في كلِّ صُورةٍ روحٌ تُعذِّبهُ، نفس الصُّورة التي جُعلت فيها الرُّوح.
المَعْنى الإْجْماليُّ لِلْحديث: يُخبِر صلى الله عليه وسلم أنَّ مآل المُصوِّرين يومَ القيامة إِلى النَّار، يُعذَّبون فيها بأشدِّ العذاب بأنْ تُحضَرَ جميعُ الصُّوَر التي صوَّرُوها في الدُّنْيا، فيُجعلُ في كلِّ صورةٍ منها روحٌ، ثُمَّ تُسلَّط عليه بالعذاب في نار جَهَنَّمَ، فيُعذَّبُ بما صنعتْ يدُهُ والعياذ بالله. ومِن تعذيبه أيضًا أن يُكلَّفَ ما لا يُطيق وهو نفخُ الرُّوح في الصُّورة التي صوَّرها.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2225)، ومسلم رقم (2110).