×
المُلخَّص في شرحِ كتَابِ التَّوحيد

وعن حُذَيفَة َ رضي الله عنه عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لاَ تَقُولُوا مَا شَاءَ اللَّهُ، وَشَاءَ فُلاَنٌ، وَلَكِنْ قُولُوا مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ شَاءَ فُلاَنٌ»([1])  رواه أبُو دَاوُدَ بسندٍ صحيحٍ.

وجاء عن إِبْرَاهِيمَ النَّخَعيُّ: أنَّه يكْرَهُ أنْ يقولَ الرَّجُلُ: أعوذُ باللهِ وبِكَ، ويُجوِّز أنْ يقولَ: باللهِ ثمَّ بكَ، قالَ: ويقولُ: لوْلا الله ثمَّ فُلانٌ، ولا تقولوا: لولا اللهُ وفُلانٌ.

****

«لا تَقولُوا»: لا: ناهيةٌ، والفعل بعدها مجزومٌ بها وعلامة جزمها حذف النُّون.

«ما شاءَ اللهُ وشاء فُلانٌ»: لأنَّ العطف بالواو يقتضي الجمْع والمُساواةَ.

«ما شاء اللهُ ثُمَّ شاء فُلاَنٌ»: لأنَّ العطف بثُمَّ يقتضي التَّرتيب والتَّراخي.

«يكْرَهُ»: الكراهةُ في عُرْف السَّلف يُراد بها التَّحريم.

«أعُوذُ»: العَوْذُ: الالتجاء إِلى الغير والتَّعلُّق به.

«لَولا»: حرف امتناعٍ لوُجودٍ، أي: امتناعُ شيءٍ لوجودِ غيره.

المَعْنى الإْجْماليُّ لِلْحديث: ينهى صلى الله عليه وسلم أن يُعطَفَ اسمُ المخلوقِ على اسم الخالق بالواو بعد ذِكْر المشيئة ونحوِها؛ لأنَّ المعطوف بها يكون مُساويًا للمعطوف عليه؛ لكونها إنَّما وُضعت لمُطْلَقِ الجمْع، فلا تقتضي ترتيبًا ولا تعقيبًا؛ وتَسويةُ المخلوق بالخالق شِرْكٌ، ويُجوِّز صلى الله عليه وسلم عطفَ


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (4980)، والنسائي في «الكبرى» رقم (10755)، وأحمد رقم (23265).