وقالَ ابنُ
مَسْعُودٍ: «لَأَنْ أَحْلِفَ بِاللهِ كَاذِبًا، أَحَبُّ إلَيَّ مِنْ أَنْ أَحْلِفَ
بِغَيْرِهِ صَادِقًا»([1]).
*****
3- أنَّ الحَلِفَ
بغيرِ اللهِ لا تجب به كفَّارةٌ؛ لأنَّه لم يُذكَر فيه كفَّارةٌ.
«لأن»: اللاَّم: لامُ
الابتداء و«أنْ» مصدريَّةٌ، والفعل بعدها منصوبٌ في تأويلِ مصدرٍ مرفوعٌ على
الابتداء.
«أحَبُّ... إلخ»: خبرُ المبتدأ.
المَعْنى
الإْجْماليُّ لِلأْثَر: يقول ابنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه: إقسامي بالله على
شيءٍ أنا كاذبٌ فيه أحبُّ إليَّ مِن إقسامي بغير الله على شيءٍ أنا صادقٌ فيه.
وإنَّما رجَّح الحلِفَ بالله كاذبًا على الحَلِف بغيره صادقًا لأنَّ الحَلِف بالله
- في هذِه الحالةِ - فيه حسنةُ التَّوحيد وفيه سيِّئةُ الكَذِب، والحَلِفُ بغيره
صادقًا فيه حسنةُ الصِّدق وسيِّئةُ الشِّرْك، وحسنةُ التَّوحيد أعظمُ من حسنة
الصِّدق، وسيِّئةُ الكَذِب أسهلُ مِن سيِّئة الشِّرْك.
مُناسَبة الأْثَر
لِلْباب: أنَّه يدُلُّ على تحريم الحَلِف بغير الله.
ما يُستفاد من
الأثَر:
1- تحريمُ الحَلِفِ
بغير الله.
2- أنَّ الشِّرْك
الأصغرَ أعظمُ مِن كبائر الذُّنوب كالكَذِبِ ونحوهِ مِن الكبائر.
3- جوازُ ارتكاب
أقلِّ الشَّرَّينِ ضَرَرًا إذا كان لا بُدَّ مِن أحدهما.
4- دقَّةُ فقهِ ابنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه.
([1]) أخرجه: الطبراني في «الكبير» رقم (8902).