أو يعتمدون على المنامات
والمرائي، أو يعتمدون على ترهات ما أنزل الله بها من سلطان، وفي النهاية يقولون: «هذا ما عليه آباؤنا»! إذا أغرقوا في طلب
الدليل والبرهان ولا يجدون شيئًا، يقولون: {حَسۡبُنَا مَا وَجَدۡنَا عَلَيۡهِ
ءَابَآءَنَآۚ} [المائدة: 104] هذا آخر
ما يقولون، فهل هذه حجج؟!
فالذين
يعبدون غير الله: إما أن يعتمدوا على كذب وحكايات مكذوبة ملفقة، وإما أن يعتمدوا
على المرائي: رؤى فلان وعلان في المنام، وأنه فعل كذا وكذا... مرائي شيطانية، وإما
أنهم يعتمدون على أحاديث مكذوبة، ويحتجون بها، ويرفضون الأحاديث الصحيحة في
البخاري ومسلم وعند الأئمة، يرفضونها، ويبحثون عن الأحاديث المكذوبة ويحتجون بها؛
ولذلك تجد كتبهم مشحونة بمثل هذا، وفي النهاية وفي آخر المطاف -كما يقولون -
يقولون: «هذا ما وجدنا عليه آباءنا»!
قوله رحمه الله: «وَمَيْلُ النَّفْسِ إِلَى المَأْلُوفَاتِ أَحَدُ المَعَانِي الَّتِي يُعبَّرُ عَنْهَا بِالهَوَى» كل من يحتج بالمألوفات وما وجد عليه آباءه فهو احتجاج بالهوى، وكل المشركين اتبعوا أهواءهم؛ لأنهم لم يعتمدوا على دليل ولا برهان؛ لا عقلي، ولا سمعي، ولا شرعي.
الصفحة 3 / 309