×
إفَادَة الْمُسْتَفِيد فِي شَرْحِ تَجْرِيدِ التَّوْحِيدِ الْمُفِيد

 وَقَدْ عَلَّمَ الله سبحانه وتعالى عِبَادَهُ كَيْفية مُبَايَنَةِ أَهْلِ الشِّرْكِ فِي تَوْحِيدِ الإِلَهِيَّةِ وَأَنَّهُ - تَعَالَى - حَقِيقٌ بِإِفْرَادِهِ وَلِيًّا وحَكَمًا وربًّا؛ فَقال تعالى: {قُلۡ أَغَيۡرَ ٱللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّٗا} [الأنعام: 14]، وقال: {أَفَغَيۡرَ ٱللَّهِ أَبۡتَغِي حَكَمٗا} [الأنعام: 114]، وقال: {قُلۡ أَغَيۡرَ ٱللَّهِ أَبۡغِي رَبّٗا} [الأنعام: 164] فَلاَ وَلِيَّ وَلاَ حَكَمَ وَلاَ رَبَّ إِلاَّ اللهُ الَّذِي مَنْ عَدَلَ بِهِ غَيْرَهُ فَقَدْ أَشْرَكَ فِي أُلُوهِيَّتهِ، وَلَوْ وَحَّدَ رُبُوبِيَّتَهُ.

فَتَوْحِيدُ الرُّبُوبِيَّةِ هُوَ الَّذِي اجْتَمَعَتْ فِيهِ الخَلاَئِقُ؛ مُؤْمِنُهَا وَكَافِرُهَا.

تَوْحِيدُ الأُلُوهِيَّةِ مَفْرقُ الطُّرُقِ بَيْنَ المُؤْمِنِينَ وَالمُشْرِكِينَ وَلِهَذَا كَانَتْ كَلِمَةُ الإِسْلاَمِ: «لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ» فَلَوْ قَالَ: «لاَ رَبَّ إِلاَّ اللهُ»، لَمَا أَجْزَأَهُ عِنْدَ المُحَقِّقِينَ.

فَتَوْحِيدُ الأُلُوهِيَّةِ هُوَ المَطْلُوبُ مِنَ العِبَادِ؛ وَلِهَذَا كَانَ أَصْلُ «الله»: الإِلَهَ، كَمَا هُوَ قَوْلُ سِيبَوَيْهِ وَهُوَ الصَّحِيحُ، وَهُوَ قَوْلُ جُمْهُورِ أَصْحَابِهِ، إِلاَّ مَنْ شَذَّ مِنْهُمْ.

****

الشرح

قوله رحمه الله: «كَيْفية مُبَايَنَةِ أَهْلِ الشِّرْكِ فِي تَوْحِيدِ الإِلَهِيَّةِ» «مباينة» يعني: مخالفة، فتوحيد الألوهية مخالف للشرك، ومباين له، لا يجتمعان أبدًا، لا يجتمع توحيد ألوهية وشرك، الربوبية نعم قد يحصل فيها نوع من الجمع بين توحيد الربوبية والشرك: {وَمَا يُؤۡمِنُ أَكۡثَرُهُم بِٱللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشۡرِكُونَ} [يوسف: 106] أما توحيد الألوهية فلا يجتمعان، ضدان لا يجتمعان: التوحيد، والشرك.

قوله رحمه الله: «وَأَنَّهُ - تَعَالَى - حَقِيقٌ بِإِفْرَادِهِ وَلِيًّا وحَكَمًا وربًّا» «حقيق» أي: مستحق بإفراده إلهًا، وربًّا، وحكمًا.

إلهًا: يعني: معبودًا.


الشرح