هذا لا يليق بعدل الله
وحكمته سبحانه وتعالى ففرق - سُبْحَانَهُ - بين المؤمن والكافر، والمؤمن والمنافق،
والمطيع والعاصي، ومن لا يفرق بينهم فليس له عقل ولا دين، يقولون: «الإنسانية كلهم بنو آدم، وكلهم سواء»!
كلهم سواء في الخلقة، أما في الدين فلا؛ فليس كلهم سواء؛ فمنهم مؤمن ومنهم كافر: {هُوَ ٱلَّذِي
خَلَقَكُمۡ فَمِنكُمۡ كَافِرٞ وَمِنكُم مُّؤۡمِنٞۚ} [التغابن: 2]. فالله فرق بينهم، ولا يقال: «كلهم من بني آدم، وكلهم أناس، والإنسانية...»
وما أشبه ذلك من الأقوال الباطلة التي ينادى بها اليوم، لا بد أن يفرق بين المؤمن
والكافر، والمطيع والعاصي، والمنافق والفاجر، وينزل الناس منازلهم؛ لا بد من
الفرقان بين الحق والباطل.
قوله
رحمه الله:
«لاَ يُؤْمَرُونَ وَلاَ يُنْهَوْنَ»؛
لأنهم لا يعرفون مصالحهم، ولا يدركونها بالتفصيل، وإنما يدركونها جملة، ولا
يدركونها بالتفصيل؛ فكان لا بد أن يأمرهم الله عز وجل بما فيه صلاحهم وفلاحهم،
وينهاهم عما فيه مضرتهم وفسادهم، وهذا من رحمته عز وجل بهم، وحفظه لهم، وعنايته
بهم.
قوله رحمه الله: «وَلاَ يُثَابُونَ وَلاَ يُعَاقَبُونَ» فيقال: «كلهم سواء عند الله»! حاشا وكلا أن يسوي بين المؤمن والكافر، وبين المطيع والعاصي: {أَفَمَن كَانَ مُؤۡمِنٗا كَمَن كَانَ فَاسِقٗاۚ لَّا يَسۡتَوُۥنَ ١٨ أَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فَلَهُمۡ جَنَّٰتُ ٱلۡمَأۡوَىٰ نُزُلَۢا بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ١٩} [السجدة: 18، 19]. فالله سبحانه وتعالى فرق بينهم، كما أنهم افترقوا في العمل فرق بينهم في الجزاء، وهذا عدله سبحانه وتعالى.