×
إفَادَة الْمُسْتَفِيد فِي شَرْحِ تَجْرِيدِ التَّوْحِيدِ الْمُفِيد

أما عند أهل السنة والجماعة فإنه يحتج بها في العقيدة وفي غيرها، وهي تفيد العلم إذا صحت عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك حديث أنه سحر، فهذا حديث صحيح، ولا شبهة فيه؛ فإنه أصيب في جسمه، لا فيما يُبَلِّغُ عن الله سبحانه وتعالى؛ لأنه معصوم، وإنما أصيب في جسمه وبدنه كما يصاب بالمرض وغيره؛ فلا تنافي بين كونه معصومًا وبين كونه سُحِرَ، وإلا كان على كلامهم لا يصيبه المرض، ولا يموت! وهذا باطل، ولكنهم يعتمدون على عقولهم فقط، ولا يعتمدون على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

فجاءه جبريل عليه السلام لما سحر، ورقاه بالمعوذتين، فشفاه الله ([1])، وأخبره عن موضع السحر، وأنه مخفي في مكان كذا وكذا، فبعث إليه عليًّا والزبير وعمارًا رضي الله عنهم فاستخرجوه من مكانه المخفي فيه، وأتلفوه، وشفاه الله سبحانه وتعالى.

قوله رحمه الله: «وَكَانَتْ عُقدُ السِّحْرِ إِحْدَى عَشْرَةَ عُقْدَةً» فالساحر يعقد العقد بالخيط ونحوه، وينفث فيها من ريقه الخبيث، ويستعين بالشياطين، ويتكون السحر؛ لهذا جاء في سورة «الفلق»: {وَمِن شَرِّ ٱلنَّفَّٰثَٰتِ} أي: السواحر {فِي ٱلۡعُقَدِ} أي: العقد التي في الخيوط.


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (2186).