وَجَاءَتِ الاسْتِعَاذَةُ بِهِمَا فِي وَقْتِ
الحَاجَةِ إِلَى ذَلِكَ؛ وَهُوَ حِينَ سُحِرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
وَخُيِّلَ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَفْعَلُ الشَّيْءَ صلى الله عليه وسلم وَمَا
فَعَلَهُ، وَأَقامَ عَلَى ذَلِكَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، كَما فِي «الصَّحِيحِ» ([1]).
وَكَانَتْ
عُقدُ السِّحْرِ إِحْدَى عَشْرَةَ عُقْدَةً؛ فَأَنْزَلَ اللهُ المُعَوِّذَتَيْنِ
إِحْدَى عَشْرَةَ آيَةً؛ فَانْحَلَّتْ بِكُلِّ آيَةٍ عُقْدَةٌ.
****
الشرح
قوله
رحمه الله:
«وَجَاءَتِ الاسْتِعَاذَةُ بِهِمَا فِي
وَقْتِ الحَاجَةِ إِلَى ذَلِكَ، وَهُوَ حِينَ سُحِرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه
وسلم » ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم سحر، من الذي سحره؟
سحره
لَبِيدُ بن الأَعْصَم اليهودي، فأثر ذلك فيه صلى الله عليه وسلم كما تؤثر فيه
الأمراض، والأنبياء يمرضون ويموتون، ومنهم من يقتل، يصيبهم ما يصيب البشر، فإصابة
السحر نوع من المرض الذي يُصاب به، لم يُصَبْ عليه الصلاة والسلام في رسالته؛ فهو
معصوم في رسالته فيما يبلغ عن الله سبحانه وتعالى إنما أصيب في جسمه، وهو يصاب في
جسمه بالأمراض والجراح وغير ذلك؛ لأنه بشر صلى الله عليه وسلم.
وهناك من المعتزلة وأشباههم من ينكر أن النبي صلى الله عليه وسلم، سحر، ويقول: «هذا حديث آحاد»، على قاعدتهم: أن أحاديث الآحاد لا تفيد العلم، وإنما تفيد الظن؛ فهو لا يحتج به عندهم؛ لأنهم لا يحتجون بأحاديث الآحاد وإن صحت، لا يحتجون بها في العقيدة؛ لأنها عندهم تفيد الظن!
([1])أخرجه: البخاري رقم (3268)، ومسلم رقم (2189).