وَرُبُوبِيَّتُهُ - سُبْحَانَهُ - لِلعَالَمِ
الرُّبُوبِيَّةُ الكَامِلَةُ المُطْلَقَةُ الشَّامِلَةُ تُبْطِلُ أَقْوَالَهُمْ؛
لأَِنَّهَا تَقْتَضِي رُبُوبِيَّتَهُ لِجَمِيعِ مَا فِيهِ مِنَ الذَّوَاتِ
وَالصِّفَاتِ وَالحَرَكَاتِ وَالأَفْعَالِ.
وَحَقِيقَةُ
قَوْلِ القَدَرِيَّةِ المَجُوسِيَّةِ: إِنَّهُ - تَعَالَى - لَيْسَ رَبًّا
لأَِفْعَالِ الحَيَوانِ وَلاَ تَنَاوَلُهَا رُبُوبِيَّتُهُ؛ إِذْ كَيْفَ
يَتَنَاوَلُ مَا لَمْ يَدْخُلْ تَحْتَ قُدْرَتِهِ وَمَشِيئَتِهِ وَخَلْقِهِ ؟!
****
الشرح
قوله
رحمه الله:
«وَرُبُوبِيَّتُهُ - سُبْحَانَهُ -
لِلعَالَمِ الرُّبُوبِيَّةُ الكَامِلَةُ المُطْلَقَةُ الشَّامِلَةُ تُبْطِلُ
أَقْوَالَهُمْ» ربوبيته - سُبْحَانَهُ - العامة المطلقة تبطل قول المجوس وقول
المعتزلة وغيرهم من أن هناك خالقين مع الله سبحانه وتعالى فهو الخالق وحده: {ٱلۡخَلَّٰقُ
ٱلۡعَلِيمُ} [يس: 81].
قوله
رحمه الله:
«وَحَقِيقَةُ قَوْلِ القَدَرِيَّةِ
المَجُوسِيَّةِ: أَنَّهُ - تَعَالَى - لَيْسَ رَبًّا لأَِفْعَالِ الحَيَوانِ»
يقولون: «ما خلق أفعال الحيوان -أي: الناس
- ما خلقها ولا قدرها»! تعالى الله عما يقولون، معنى هذا أن له شريكًا في
الخلق!
فالقدرية
على نوعين:
القدرية الجبرية، والقدرية النفاة.
وإذا
أطلق القدرية انصرف إلى النفاة؛ أي: المعتزلة.
قوله
رحمه الله:
«وَلاَ تَنَاوَلُهَا رُبُوبِيَّتُهُ؛ إِذْ
كَيْفَ يَتَنَاوَلُ مَا لَمْ يَدْخُلْ تَحْتَ قُدْرَتِهِ وَمَشِيئَتِهِ
وَخَلْقِهِ؟!» والله يقول: {ٱللَّهُ
خَٰلِقُ كُلِّ شَيۡءٖۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ وَكِيلٞ} [الزمر: 62] لا يشاركه
أحد في الخلق ولا في الإيجاد، فهو المنفرد بذلك، فهو خلق الخير وخلق الشر، وخلق
المؤمن وخلق الكافر، وخلق الملائكة وخلق الشياطين، وخلق الجن وخلق الإنس؛ فالله
خالق كل شيء سبحانه وتعالى ولا يخلق شيئًا إلا لحكمة، لا يخلق شيئًا عبثًا.
الصفحة 5 / 309