×
إفَادَة الْمُسْتَفِيد فِي شَرْحِ تَجْرِيدِ التَّوْحِيدِ الْمُفِيد

فلا يحبون معه غيره، بخلاف المشركين؛ فإنهم أحبوا لله فعبدوه بأنواع من العبادة، وأحبوا غيره من الأصنام والأشجار فعبدوها بأنواع من العبادات، كل هذا راجع للمحبة.

{وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَندَادٗا} الأنداد: الأصنام، وكل ما عبد من دون الله فهو ند لله، بمعنى أنه مساوٍ لله؛ فالند هو المساوي والشريك، فهم سووهم بالله عز وجل وجعلوهم أندادًا لله؛ أي: مساويين له، فعبدوهم مع الله سبحانه؛ ولهذا يقولون إذا دخلوا النار يوم القيامة لمعبوديهم: {تَٱللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ ٩٧إِذۡ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٩٨وَمَآ أَضَلَّنَآ إِلَّا ٱلۡمُجۡرِمُونَ ٩٩فَمَا لَنَا مِن شَٰفِعِينَ ١٠٠وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٖ ١٠١فَلَوۡ أَنَّ لَنَا كَرَّةٗ فَنَكُونَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ١٠٢} [الشعراء: 97- 102] يتمنون لو أنهم يرجعون إلى الدنيا فيخلصوا العبادة لله عز وجل ولكن هيهات الرجوع إلى الدنيا.

قوله رحمه الله: «وَهَذَا عَلَى أَصَحِّ القَوْلَيْنِ فِي الآيَةِ» فهناك قول آخر في تفسير الآية، وهي قوله: {وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَندَادٗا يُحِبُّونَهُمۡ كَحُبِّ ٱللَّهِۖ} [البقرة: 165] أي: يحبون أصنامهم كما يحب الموحدون اللهَ سبحانه وتعالى {وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَشَدُّ حُبّٗا لِّلَّهِۗ} من محبة المشركين لأصنامهم.

هذا قول في الآية، وذلك في قوله: «أنهم يحبونهم كما يحبون الله»، هذا المعنى الأول، وهو أصح القولين.


الشرح