قوله
تعالى: {ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ
وَٱلۡأَرۡضَ وَجَعَلَ ٱلظُّلُمَٰتِ وَٱلنُّورَۖ ثُمَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ
بِرَبِّهِمۡ يَعۡدِلُونَ}
[الأنعام: 1] أي: يسوون به غيره ممن لم يخلق شيئًا من السموات ولا من الأرض، ولا
خلق الظلمات ولا خلق النور، وإنما الخالق هو الله سبحانه وتعالى الذي خلق الظلمات
والنور. وفي هذا رد على المجوس الذين يعبدون النار، ويقولون: «النور خالق للخير، والظلمة خالقة للشر»!
{وَجَعَلَ
ٱلظُّلُمَٰتِ وَٱلنُّورَۖ}
فهذا من خلق الله عز وجل لا من خلق غيره.
قوله رحمه الله: «وَكَذَلِكَ قَوْلُ المُشْرِكِينَ فِي النَّارِ لأَِصْنَامِهِمْ»؛ لأن المشركين تجمع معهم أصنامهم في النار -والعياذ بالله - وكذا يجمع معهم من عبدوهم من الخلق وهو راض بذلك، يجمع معهم يوم القيامة، فالعابدون والمعبودون كلهم يجتمعون في النار؛ قال تعالى: {إِنَّكُمۡ وَمَا تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمۡ لَهَا وَٰرِدُونَ ٩٨ لَوۡ كَانَ هَٰٓؤُلَآءِ ءَالِهَةٗ مَّا وَرَدُوهَاۖ وَكُلّٞ فِيهَا خَٰلِدُونَ ٩٩} [الأنبياء: 98، 99] فهم إذا اجتمعوا مع معبوديهم في النار لاموا أنفسهم، فقالوا: {تَٱللَّهِ} هذا حلف {إِن كُنَّا} يعني: في الدنيا { تَٱللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ ٩٧إِذۡ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٩٨}.