والقرآن مملوء بالأدلة على
بطلان الشرك في الألوهية، فقل أن تأتي سورة ليس فيها بيان هذا الشرك؛ بل هناك سور
خالصة في التوحيد والنهي عن الشرك؛ كالسور المكية.
قوله
رحمه الله:
«بَلْ كُلُّ مَا خَلَقَهُ اللهُ -
تَعَالَى - فَهُوَ آيَةٌ شَاهِدَةٌ بِتَوْحِيدِهِ» هناك أدلة من الوحي: أدلة
قرآنية، وأدلة من الكتب المنزلة على الرسل من الوحي، وهناك أدلة كونية، وهي:
المخلوقات التي تدل على انفراد الله بالعبادة؛ لأنه هو الذي خلقها ونظمها ودبرها
وأمدها، وهذا يدل على أنه هو الذي يجب أن يفرد بالعبادة دون سواه، فالأدلة
القرآنية والأدلة الكونية كلها تدل على وجوب إفراد الله بالعبادة؛ قال تعالى: {وَمِنۡ
ءَايَٰتِهِ ٱلَّيۡلُ وَٱلنَّهَارُ وَٱلشَّمۡسُ وَٱلۡقَمَرُۚ لَا تَسۡجُدُواْ
لِلشَّمۡسِ وَلَا لِلۡقَمَرِ وَٱسۡجُدُواْۤ لِلَّهِۤ ٱلَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن
كُنتُمۡ إِيَّاهُ تَعۡبُدُونَ}
[فصلت: 37].
قوله
رحمه الله:
وَفِي كُلِّ
شَيْءٍ لَهُ آيَةٌ |
|
تَدُلُّ عَلَى
أَنَّهُ وَاحِدُ. |
السموات
والأرض والجبال والبحار والأشجار والأنهار والدواب، وكل ما خلق الله يشهد بأنه
واحد، ويشهد بأنه هو المستحق للعبادة.
«وَفِي كُلِّ شَيْءٍ لَهُ آيَةٌ» أي دلالة تدل على أنه واحد في ربوبيته، وفي ألوهيته، وفي أسمائه وصفاته، لا شريك له، فهذه الأبيات فيها التوحيد.