وقد قيل: إنها لأبي نواسٍ
الشاعر المعروف من شعراء بني العباس. وقيل: إنها لأبي العتاهية الشاعر المعروف.
وقيل: إنها لابن المعتز. وعلى كل حال سواء أكانت لهذا أو لهذا فهي واضحة الدلالة،
وهل أحد ينكر هذا؟! وهذا من الحكمة التي تكون في الشعر، كما قال الرسول صلى الله
عليه وسلم: «إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ
حِكْمَةً» ([1])، وهذا من الحكمة
التي تأتي على لسان الشاعر.
تقدم
أن المؤلف رحمه الله قال: إن الشرك نوعان:
النوع
الأول:
شرك في الألوهية، وهو كثير، وذلك بأن يُجْعَلَ لله شريكٌ في عبادته؛ بأي نوع من
أنواع العبادة، العبادة كلها بجميع أنواعها حق لله عز وجل ولا يجوز أن يشرك معه
أحد؛ لا من الملائكة، ولا من الرسل، ولا من الأولياء والصالحين، ولا من الإنس، ولا
من الجن، ولا من الأحجار وغير ذلك، الله هو المستحق للعبادة، فهذا حقه على عباده،
ومن أجلها خلقهم؛ قال تعالى: {وَمَا
خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ} [الذاريات: 56]، وأمر بها جميع الناس: {يَٰٓأَيُّهَا
ٱلنَّاسُ ٱعۡبُدُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمۡ وَٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ
لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ}
[البقرة: 21]، وكذا أمر بها الجن والإنس، فمن صرف من أنواع العبادة: من ذبح، أو
نذر، أو استغاثة، أو غير ذلك لغير الله؛ فهذا شرك أكبر.
والنوع
الثاني:
شرك في الربوبية، وهو قليل في الناس.
انتهينا الآن من شرك الألوهية، وسيأتينا إن شاء الله شرك الربوبية.
([1])أخرجه: البخاري رقم (6145).
الصفحة 3 / 309