×
إفَادَة الْمُسْتَفِيد فِي شَرْحِ تَجْرِيدِ التَّوْحِيدِ الْمُفِيد

 وإذا حلقته أو قصرته من أجل النسك والتعبد؛ فهذا لا يكون إلا لله، فلا يحلق للقبر ولا لغيره من المخلوقات، فيكون الحلق أو التقصير عبادة إذا كان في الحج أو العمرة، فالحلق أو التقصير من مناسك الحج أو العمرة فقط؛ فهو عبادة لله عز وجل لأن هناك من يحلقون رؤوسهم للأضرحة والأصنام.

قوله رحمه الله: «وَتَقْبِيلِ الأَحْجَارِ» أي: تقبيل الأحجار؛ تبركًا بها، هذا نوع من العبادة؛ لأن البركة من الله وحده، وهي فيما جعله الله مباركًا.

قوله رحمه الله: «غَيْرِ الحَجَرِ الأَسْوَدِ» الله لم يشرع لنا تقبيل حجر أو بناء أو غيره إلا الحجر الأسود؛ لأنه من شعائر الله، والنبي صلى الله عليه وسلم استلمه وقبله عبادة لله، وليس عبادة للحجر، ولكن لأن الحجر مشعر من مشاعر العبادة، فنحن نقبله أو نستلمه أو نشير إليه تعبدًا لله سبحانه وتعالى وإلا فهو حجر لا ينفع ولا يضر؛ ولهذا قال عمر لما قبل الحجر: «إني أعلم أنك حجر، لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك» ([1]).

فالمسألة مسألة اتباع للرسول صلى الله عليه وسلم عبادة لله عز وجل فأنت تقبله ولا تتقرب إليه، وإنما تتقرب إلى الله، وتعبد الله الذي أمرك بذلك، وأما تقبيل المقامات والأضرحة والقبور والشبابيك التي عليها فهذا من فعل المشركين، وهو تقرب إلى غير الله سبحانه وتعالى فالقبور لا تقبل؛ لا جدرانها ولا شبابيكها، ولا قبر النبي صلى الله عليه وسلم ولا قبر غيره، فما شرع لنا إلا هذا الحجر.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (1597)، ومسلم رقم (1270).