×
إفَادَة الْمُسْتَفِيد فِي شَرْحِ تَجْرِيدِ التَّوْحِيدِ الْمُفِيد

 وَقَالَ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانُوا إِذَا مَاتَ فِيهُمُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا، وَصَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصُّوَرَ؛ أُولَئِكَ شِرَارُ الخَلْقِ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» ([1]).

****

الشرح

لما ذكرت أم سلمة رضي الله عنها زوج الرسول صلى الله عليه وسلم كنيسة رأتها بأرض الحبشة عندها هاجرت إليها الهجرة الأولى، وأهل الحبشة نصارى، وذكرت ما رأت في هذه الكنيسة من الصور؛ قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أُولَئِكَ إِذَا كَانَ فِيهِمُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ فَمَاتَ، بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا، وَصَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصُّوَرَ، فَأُولَئِكَ شِرَارُ الخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ القِيَامَةِ».

وكما سبق قوله: «إِنَّ مِنْ شِرَارِ النَّاسِ مَنْ تُدْرِكُهُمُ السَّاعَةُ وَهُمْ أَحْيَاءٌ، وَمَنْ يَتَّخِذُ الْقُبُورَ مَسَاجِدَ» ([2])، فهم شرار الخلق، والعياذ بالله.

فالذين يبنون المساجد الآن على القبور هم شرار الخلق، وإن كانوا يزعمون أنهم مسلمون وأنهم يحبون الصالحين، فهذا كله لا أصل له.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (427)، ومسلم رقم (428).

([2])أخرجه: أحمد رقم (1694)، وابن خزيمة رقم (789)، والطبراني في الكبير رقم (10413).