×
إفَادَة الْمُسْتَفِيد فِي شَرْحِ تَجْرِيدِ التَّوْحِيدِ الْمُفِيد

الأمر الأول: لضعفهن وعدم صبرهن.

الأمر الثاني: لأنهم فتنة.

المسألة الثانية: وهذه محل الشاهد، قوله: «وَالمُتَّخِذِينَ عَلَيْهَا المَسَاجِدَ وَالسـُّرُجَ» الذين يصلون عندها أو يبنون عليها المساجد، هؤلاء ملعونون على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما لعن اليهود والنصارى من قبل؛ لأنهم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد.

وكذلك جعل السرج عند القبور، وإضاءتها بالمصابيح والكهرباء؛ لأن هذا يغري الجهال، إذا رأوها مسرجة ومنورة تعلقوا بها، وزاروها؛ فسدًّا للذريعة فالقبور لا تضاء ولا تسرج.

نعم إذا احتاجوا إلى الدفن بالليل فإنهم يأتون معهم بالسراج أو بالفانوس أو بالمصباح الكهربائي، ويدفنون الميت، مثلما فعل النبي صلى الله عليه وسلم لما دفن ميتًا بالليل استعمل السراج ([1])، وكذلك أصحابه رضي الله عنهم يأتون بسراج مؤقت لدفن الميت فقط.

قوله صلى الله عليه وسلم: «وَاشْتَدَّ غَضَبُ اللهِ» فمع هذا اللعن اشتد غضب الله؛ فهذا يدل على أن هذا كبيرة من كبائر الذنوب.

«عَلَى قَوْمٍ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» يصلون عندها، أو يبنون عندها المساجد؛ فهذا أشد.


الشرح

([1])أخرجه: الترمذي رقم (1057)، وابن ماجه رقم (1520).