قوله
رحمه الله: «وحلق
الرأس خضوعًا وتعبدًا» حلق الرأس يكون عبادة إذا قصد به الامتثال لأمر الله
وطاعة الله، وهذا يكون في النسك في الحج والعمرة؛ قال تعالى: {مُحَلِّقِينَ
رُءُوسَكُمۡ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَۖ} [الفتح: 27]، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ».
قالوا: وللمقصرين؟ قال: «اللَّهُمَّ
اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ». قالوا: وللمقصرين... قالها ثلاثًا، ثُمَّ قال: «وَلِلْمُقَصِّرِينَ» ([1]).
فحلق
الرأس في النسك عبادة لله سبحانه وتعالى والذي يحلق رأسه للصنم أو من يعظمه دون
الله فهذا شرك بالله، كما يحلق المشركون رؤوسهم عند الأصنام وعند القبور وعند
الأضرحة، وهذا شرك بالله عز وجل.
قوله
رحمه الله:
«اللَّهُمَّ إِنِّي أَتُوبُ إِلَيْكَ»؛
أي: إلى الله عز وجل،«وَلاَ أَتُوبُ إِلَى
مُحَمَّدٍ!» فالتوبة عبادة، والاستغفار عبادة، ولا تكون للمخلوق؛ فالنبي صلى
الله عليه وسلم صَوَّبَه على هذا، وقال: «عَرَفَ
الْحَقَّ لأَِهْلِهِ».
فالله هو أصل العبادة: {وَمَا يَذۡكُرُونَ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُۚ هُوَ أَهۡلُ ٱلتَّقۡوَىٰ وَأَهۡلُ ٱلۡمَغۡفِرَةِ} [المدثر: 56].
([1])أخرجه: البخاري رقم (1728)، ومسلم رقم (1302).
الصفحة 6 / 309