×
إفَادَة الْمُسْتَفِيد فِي شَرْحِ تَجْرِيدِ التَّوْحِيدِ الْمُفِيد

بقي أن نعرف ما هي العبادة؟

العبادة في الأصل: الذل والخضوع مع المحبة «فهذا أصل العبادة، وكما قال الإمام ابن القيم رحمه الله في النونية:

وعبادة الرحمن غاية حبه

 

مع ذل عابده هما قطبان

وعليهما فلك العبادة دائر

 

ما دار حتى قامت القطبان

ومداره بالأمر أمر رسوله

 

لا بالهوى والنفس والشيطان

فأصل العبادة: هو المحبة مع الذل والخضوع؛ فهما قطبا العبادة، فالعبادة كلها تدور على هذين؛ كالفلك الذي يدور على القطب.

وأنواع العبادة كثيرة، فكل ما شرعه الله سبحانه وتعالى من الأقوال والأفعال والاعتقادات والنيات، فهو عبادة؛ ولهذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه، من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة».

الظاهرة: على الجوارح وعلى اللسان.

والباطنة: في القلوب؛ من الخوف، والرغبة، والرهبة، والخشية، والإنابة، والتوكل. هذه في القلوب.

وأما الصلاة، والركوع، والذبح، والحج، وسائر الأعمال، والزكاة، والصدقات، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، فهذه أعمال ظاهرة، منها ما هو على اللسان؛ كالتسبيح والتهليل والتكبير، وعلى الجوارح؛ مثل الصلاة والصيام والحج والعمرة والذبح والنذر وغير ذلك.

فجميع أنواع العبادة الظاهرة والباطنة لا يستحقها إلا الله عز وجل فمن صرف منها شيئًا لغير الله فهو مشرك الشرك الأكبر؛ لأنه عبد غير الله.


الشرح