×
إفَادَة الْمُسْتَفِيد فِي شَرْحِ تَجْرِيدِ التَّوْحِيدِ الْمُفِيد

 وَالشِّرْكُ وَالتَّعْطِيلُ مُتَلاَزِمَانِ؛ فَكُلُّ مُشـْرِكٍ مُعَطِّلٌ، وَكُلُّ مُعَطِّلٍ مُشْرِكٌ، لَكِنَّ الشِّرْكَ لاَ يَسْتَلْزِمُ أَصْلَ التَّعْطِيلِ، بَلْ قَدْ يَكُونُ المُشْـرِكُ مُقِرًّا بِالخَالِقِ - سُبْحَانَهُ - وَصِفَاتِهِ، وَلَكِنَّهُ مُعَطِّلٌ حَقَّ التَّوْحِيدِ.

****

الشرح

قوله رحمه الله: «وَالشِّرْكُ وَالتَّعْطِيلُ مُتَلاَزِمَانِ؛ فَكُلُّ مُشـْرِكٍ مُعَطِّلٌ»؛ لأن المشرك عطل توحيد الله، وأشرك معه من لا يستحق العبادة فعطل حق الله سبحانه وتعالى وليس كل معطل مشركًا؛ فالتعطيل عم؛ قد يكون المعطل لا يعترف بالله أصلاً، أما المشرك فهو يعترف بالله، ولكن يثبت مع الله شريكًا، فهو معطل من ناحية ومشرك من ناحية، ولكن المعطل الصرف لا يعترف بالله أصلاً، وهذا معنى قوله: «لكن الشرك لا يستلزم أصل التعطيل؛ بل قد يكون المشرك مُقِرًّا بالخالق -سبحانه- وصفاته، ولكنه معطل حق التوحيد» هذا حال المشركين الذين يعترفون بتوحيد الربوبية ويجحدون توحيد الألوهية؛ فهم يعطلون التوحيد ويعترفون بالله عز وجل قال تعالى: {وَلَئِن سَأَلۡتَهُم مَّنۡ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَسَخَّرَ ٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُۖ فَأَنَّىٰ يُؤۡفَكُونَ} [العنكبوت: 61]، {وَلَئِن سَأَلۡتَهُم مَّنۡ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَسَخَّرَ ٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُۖ فَأَنَّىٰ يُؤۡفَكُونَ} [العنكبوت: 61]، {وَلَئِن سَأَلۡتَهُم مَّنۡ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُۚ} [لقمان: 25]، {وَلَئِن سَأَلۡتَهُم مَّنۡ خَلَقَهُمۡ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُۖ} [الزخرف: 87]؛ فهم معترفون بتوحيد الربوبية.


الشرح