×
إفَادَة الْمُسْتَفِيد فِي شَرْحِ تَجْرِيدِ التَّوْحِيدِ الْمُفِيد

 وَهَؤُلاَءِ أَكْثَرُ مُشْرِكِي العَالَمِ، وَهُمْ طَوَائِفُ جَمَّةٌ:

مِنْهُمْ مَنْ يَعْبُدُ أَجْزَاءً سَمَاوِيَّةً.

وَمِنْهُمْ مَنْ يَعْبُدُ أَجْزَاءً أَرْضِيَّةً.

وَمِنْ هَؤُلاَءِ مَنْ يَزْعُمُ أَنَّ مَعْبُودَهُ أَكْبَرُ الآْلِهَةِ.

وَمِنْهمْ مَنْ يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنْ جُمْلَةِ الآْلِهَةِ.

وَمِنْهُمْ مَنْ يَزْعُمُ إِذَا خَصَّهُ بِعِبَادَتِهِ وَالتَّبَتُّلِ إِلَيْهِ أَقْبَلَ عَلَيْهِ وَاعْتَنَى بِهِ.

وَمِنْهُمْ مَنْ يَزْعُمُ أَنَّ مَعْبُودَهُ الأَدْنَى يُقَرِّبُهُ إِلَى الأَعْلَى الفَوْقَانِيِّ، وَالفَوْقَانِيُّ يُقَرِّبُهُ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَهُ، حَتَّى تُقَرِّبَهُ تِلْكَ الآلِهَةُ إِلَى اللهِ سبحانه وتعالى فَتَارَةً تَكْثُرُ الوَسَائِطُ وَتَارَةً تَقِلُّ.

****

الشرح

قوله رحمه الله: «مِنْهُمْ مَنْ يَعْبُدُ أَجْزَاءً سَمَاوِيَّةً» مثل عباد الكواكب، الشمس والقمر والنجوم، يعبدونها، ويشبهونها بالله عز وجل ويعبدونها.

قوله رحمه الله: «وَمِنْهُمْ مَنْ يَعْبُدُ أَجْزَاءً أَرْضِيَّةً» وهم الذين يعبدون الأصنام والأشجار والأحجار والقبور والأضرحة.

قوله رحمه الله: «وَمِنْهمْ مَنْ يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنْ جُمْلَةِ الآْلِهَةِ» كل واحد يدعي أن معبوده أكبر الآلهة، ويفتخر به على الآخرين، وكلهم مبطلون، ولكن يزين لهم ما هم فيه، يزين لهم باطلهم؛ فكل يدعي أن معبوده من الجن والإنس والشجر والحجر والكواكب أنه أحسن من آلهة الآخرين: {زُيِّنَ لَهُمۡ سُوٓءُ أَعۡمَٰلِهِمۡۗ} [التوبة: 37].

قوله رحمه الله: «وَمِنْهُمْ مَنْ يَزْعُمُ إِذَا خَصَّهُ بِعِبَادَتِهِ وَالتَّبَتُّلِ إِلَيْهِ أَقْبَلَ عَلَيْهِ وَاعْتَنَى بِهِ» أي: إذا خص هذا المخلوق بعبادته، واعتنى به؛ فإن هذا المخلوق يعتني بمن عبده.


الشرح