ولكن رحمته لا يدخل فيها المشرك؛ لأنه لم يدع مجالاً لشمول الرحمة له - والعياذ بالله - فهو أرحم الراحمين، ولكنه لا يرحم المشرك يوم القيامة، مع قوله: {إِنَّ رَبَّكَ وَٰسِعُ ٱلۡمَغۡفِرَةِۚ} [النجم: 32]، {فَقُل رَّبُّكُمۡ ذُو رَحۡمَةٖ وَٰسِعَةٖ} [الأنعام: 147]؛ فرحمته واسعة، ومغفرته واسعة، ولكنها لا تتسع للمشرك يوم القيامة؛ لعظيم جرمه -والعياذ بالله- فإنه أجرم جرمًا لم يجرمه أحد من الخلائق؛ فلذلك قطع الله عنه رحمته ومغفرته، وآيسه منها، وجعله خالدًا مخلدًا في النار، وهذا يدل على خطورة الشرك بالله عز وجل ووجوب الحذر منه، والابتعاد عنه، وإخلاص العبادة لله سبحانه وتعالى.