وَمِنْ خَصَائِصِ الأُْلُوهِيَّةِ: السُّجُودُ
فَمَنْ سَجَدَ لِغَيْرِهِ فَقَدْ شَبَّهَهُ بِهِ.
وَمِنْهَا:
التَّوَكُّلُ؛ فَمَنْ تَوَكَّلَ عَلَى غَيْرِهِ فَقَدْ شَبَّهَهُ بِهِ.
****
الشرح
قوله
رحمه الله:
«وَمِنْ خَصَائِصِ الأُْلُوهِيَّةِ:
السُّجُودُ» فلا يسجد لأحد غير الله، ولا يركع لأحد وينحني لأحد غير الله
سبحانه وتعالى؛ فالركوع والسجود لا يليق إلا لله سبحانه وتعالى فمن سجد لغيره فقد
أشرك، ومن ركع وانحنى لغيره فقد أشرك، وما يسمونه بالتحية وينحنون أمامه فقد
عبدوه، والآن هناك من الطوائف المنحرفة الضالة من يسجد لهم أتباعهم عند أقدامهم،
وهذا شيء موجود عند الباطنية والأغاخانية والحلولية وغيرهم.
قوله
رحمه الله:
«فَمَنْ سَجَدَ لِغَيْرِهِ فَقَدْ
شَبَّهَهُ بِهِ» أي: شبه المخلوق بالخالق؛ لأنه لا يستحق السجود إلا الله عز
وجل.
قوله
رحمه الله:
«وَمِنْهَا: التَّوَكُّلُ» أي: من
أنواع العبادة: التوكل، وهو: تفويض الأمور إلى الله سبحانه وتعالى والاعتماد عليه
دون غيره؛ قال تعالى: {قَالَ
رَجُلَانِ مِنَ ٱلَّذِينَ يَخَافُونَ أَنۡعَمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمَا ٱدۡخُلُواْ
عَلَيۡهِمُ ٱلۡبَابَ فَإِذَا دَخَلۡتُمُوهُ فَإِنَّكُمۡ غَٰلِبُونَۚ وَعَلَى ٱللَّهِ
فَتَوَكَّلُوٓاْ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ} [المائدة: 23]، {وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ} [آل عمران: 122]، {وَمَن
يَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسۡبُهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ بَٰلِغُ أَمۡرِهِۦۚ} [الطلاق: 3]، {فَٱعۡبُدۡهُ
وَتَوَكَّلۡ عَلَيۡهِۚ}
[هود: 123].
فالتوكل من أعظم أنواع العبادة، وهو تفويض الأمور إلى الله وحده، أما أنك توكل أحدًا فهذا توكيل وليس توكلاً، وإنما هو توكيل وإنابة؛ فهذا لا بأس به فيما يقدر عليه؛ فالوكالة جائزة، ولكن التوكل هذا لا يكون إلا لله سبحانه وتعالى لأنه عبادة، ولا ينافي هذا أن تتخذ الأسباب النافعة مع التوكل على الله، ولا تتوكل على الأسباب، وإنما تتوكل على الله سبحانه وتعالى.