وَفِي «الصَّحِيحِ» عَنْهُ صلى الله عليه وسلم
أَنَّهُ قَالَ: «يَقُولُ اللهُ عز وجل: العَظَمَةُ إِزَارِي، وَالكِبْرِيَاءُ
رِدَائِي؛ فَمَنْ نَازَعَنِي فِي وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَذَّبْتُهُ».
وَإِذَا
كَانَ المُصَوِّرُ الَّذِي يَصْنَعُ الصُّوَرَ بِيَدِهِ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ
عَذَابًا يَوْمَ القِيَامَة؛ لِتَشَبُّهِهِ باللهِ فِي مُجَرَّدِ الصَّنْعَةِ
فَمَا الظَّنُّ بِالتَّشْبِيهِ بِاللهِ في الرُّبُوبِيَّةِ وَالإِلَهِيَّةِ ؟!
كَمَا قَالَ صلى الله عليه وسلم: «أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ القِيَامَةِ
المُصَوِّرُونَ ([1])؛ يُقَالُ لَهُمْ: أَحْيُوا مَا
خَلَقْتُمْ» ([2]).
****
الشرح
قوله
عز وجل:
«العَظَمَةُ إِزَارِي، وَالكِبْرِيَاءُ
رِدَائِي؛ فَمَنْ نَازَعَنِي فِي وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَذَّبْتُهُ» العظمة من
صفات الله، والكبرياء من صفات الله، فمن تعاظم وتكبر فقد أشرك نفسه مع الله بما هو
من صفاته وخصائصه؛ فالإنسان يجب عليه أن يحقر نفسه، وأن يتواضع، وأن يذل، وأن يرى
نفسه من أصغر الناس، ومن أضعف الناس، حتى ولو كان في منصب رفيع، فيجب أن يرى نفسه
إنسانًا ضعيفًا.
ويروى أن خليفة طلب من عالم ناصح موعظته، فطلب من الخليفة ماءً؛ ليشرب، فقال له: يا أمير المؤمنين، لو أنك ظمئت وقيل لك: نعطيك هذا الماء بنصف ملكك، وإلا ستهلك من العطش؟ فقال الخليفة: نعم؛ أشتريه بنصف الملك. فقال: إذا اشتريته بنصف ملكك وذهب عنك العطش، وانحبس البول فيك، وقيل لك: لا يخرج البول إلا بنصف ملكك؟ فقال الخليفة: أعطيه ذلك ولا أموت بسببه.
([1])أخرجه: أبو داود رقم (4090)، وابن ماجه رقم (4174)، وأحمد رقم (8894)، وابن حبان رقم (5671).