فقال العالم: بئس الملكُ
الذي يذهب بشربة وبولة، فاطلب ما عند الله الذي لا ينفد. فهذه موعظة عظيمة.
قوله رحمه الله: «وَإِذَا كَانَ المُصَوِّرُ الَّذِي يَصْنَعُ الصُّوَرَ بِيَدِهِ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ القِيَامَة» صناعة الصور تشبُّهٌ بالله؛ لأن الله هو المصور، وهو الخلاق، فهذا المخلوق الضعيف يحاول أن يتشبه بالله فيوجد صورة على شكل ما خلقه الله: فيجعل لها عينين وفمًا، ويجعل لها يدين ورجلين، ولكن لا يقدر أن ينفخ فيها الروح، والمشكلة أنهم الآن يسمونه بالفن التشكيلي! فالتصوير يعتبرونه من الفنون ويعظمون المصور هذا! والفنان يقدر أن ينحت الحجر أو الطين ويجعله على صورة لها يدين ورجلين، ولها صورة عينين، وفم وأنف... يقدر على هذا، ولكن يبقى أنه لا يستطيع أن ينفخ فيها الروح؛ لأن هذا من خصائص الله سبحانه وتعالى: {وَيَسَۡٔلُونَكَ عَنِ ٱلرُّوحِۖ قُلِ ٱلرُّوحُ مِنۡ أَمۡرِ رَبِّي وَمَآ أُوتِيتُم مِّنَ ٱلۡعِلۡمِ إِلَّا قَلِيلٗا} [الإسراء: 85]؛ فلذلك يعجزه الله يوم القيامة؛ فيأتي بالمصورين فيقول لهم: «أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ» أي: انفح فيه الروح، فلا يستطيع، فهو يأمره أمر تعجيز وتعذيب وخزي - والعياذ بالله - لأن الروح لا يقدر عليها إلا الله سبحانه وتعالى فلا يجوز التصوير، لا بالرسم اليد، ولا بالنحت، ولا بالالتقاط بالآلة الكهربية؛ فكل هذا يدخل تحت مسمى التصوير، والمصور متشبه بالله؛ ولهذا قال الله عز وجل في الحديث القدسي: «وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ كَخَلْقِي، فَلْيَخْلُقُوا ذَرَّةً أو لِيَخْلُقُوا حَبَّةً أو شَعِيرَةً» ([1])، وفي الحديث الآخر: «أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ القِيَامَةِ الَّذِينَ يُضَاهُونَ بِخَلْقِ اللَّهِ» ([2])،
([1])أخرجه: البخاري رقم (5953)، ومسلم رقم (2111).