×
إفَادَة الْمُسْتَفِيد فِي شَرْحِ تَجْرِيدِ التَّوْحِيدِ الْمُفِيد

يضاهون: أي: يحاولون أن يوجدوا صورة تشبه ما خلق الله سبحانه وتعالى فهذا من خصائص الله، ولا يجوز لأحد أن يعمله فيحترف التصوير أو يعمل بالتصوير، ويعتبر هذا فنًّا من الفنون ويأخذ عليه جوائزَ! نسأل الله العافية، هذا من أكبر من الكبائر، وفي الحديث الآخر: «أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمُصَوِّرُونَ، يُقَالُ لَهُمْ: أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ»، فلا يستطيعون أن يحيوها، فإذا لم يستطيعوا أن يحيوها عذبهم الله سبحانه وتعالى فالموقف عظيم، والخطر عظيم، ولكن يبقى إذا احتاج الناس إلى الصورة حاجة ضرورية، مثل أن تكون لأجل إثبات الشخصية، أو ضبط الجرائم، أو ضبط الأمن؛ فهذا يباح للضرورة، والله عز وجل قال: {وَقَدۡ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيۡكُمۡ إِلَّا مَا ٱضۡطُرِرۡتُمۡ إِلَيۡهِۗ} [الأنعام: 119] فإذا اضطر الناس إلى التصوير فيصورون في أضيق صورة، ولا ينبسطون ويتوسعون ويجعلونه فنًّا من الفنون، ويعلقونه على جدرانهم ومجالسهم أو في الشوارع! هذا مضاهاة لخلق الله، وهذا كبيرة من كبائر الذنوب، فلا تجعل في بيتك تصاوير؛ قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَدْخُلُ الْمَلاَئِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلاَ صُورَةُ تَمَاثِيلَ» ([1])، فلا تدخله ملائكة الرحمة، وإذا لم تدخله ملائكة الرحمة فتدخله الشياطين، فلا تبق في بيتك تصاوير أبدًا إلا الصورة التي تحتفظ بها للضرورة فقط، أما ما كان للذكريات، أو للفنون، فهذا كله لا يجوز، وإن تساهل فيه الناس، وصاروا يضحكون على من ينكر التصوير، ويصفونه بالمتشدد، ويصفونه بأوصاف: كالمتشدد، أو المتطرف... إلى آخره! فما علينا منهم؛ بل علينا من ديننا.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (3225)، ومسلم رقم (2106).