×
إفَادَة الْمُسْتَفِيد فِي شَرْحِ تَجْرِيدِ التَّوْحِيدِ الْمُفِيد

 وَفِي «الصَّحِيحِين» عَنْهُ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «يَقُولُ اللهُ عز وجل: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ كَخَلْقِي؛ فَلْيَخْلُقُوا ذَرَّةً، فَلَيْخْلُقُوا شَعِيرَةً» ([1]).

فَنَبَّهَ بِالذَّرَّةِ وَالشَّعِيرَةِ عَلَى مَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْهَا.

****

الشرح

قوله عز وجل: «وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ كَخَلْقِي؛ فَلْيَخْلُقُوا ذَرَّةً، فَلَيْخْلُقُوا شَعِيرَةً» الذرة: النملة الصغيرة، فهم لا يقدرون على ذلك، وهم يزعمون أنهم فنانون، وأنهم يصورون الصورة على شكل ما خلق الله، فالله يتحداهم، ويقول لهم: اخلقوا ذرة؛ حشرة صغيرة، أو اخلقوا حبة الشعير وهي جماد، فلا يقدرون على إيجاد الجماد، ولا على إيجاد الحيوان، فلا يقدر على هذا إلا الله سبحانه وتعالى؛ لأن الخلق لله عز وجل هو الخلاق، فلا يقدر على الخلق إلا هو، هو الخالق -سبحانه-: {ٱللَّهُ خَٰلِقُ كُلِّ شَيۡءٖۖ} [الزمر: 62]، {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ ٱلۡخَلَّٰقُ ٱلۡعَلِيمُ} [الحجر: 86]، فالله تحدى المشركين: {إِنَّ ٱلَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَن يَخۡلُقُواْ ذُبَابٗا وَلَوِ ٱجۡتَمَعُواْ لَهُۥۖ} [الحج: 73]، فلو اجتمع كل من في الدنيا من الصناع والمخترعين ومن الأطباء كلهم لا يستطيعون أن يخلقوا ذبابًا.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (5953)، ومسلم رقم (2111).