×
إفَادَة الْمُسْتَفِيد فِي شَرْحِ تَجْرِيدِ التَّوْحِيدِ الْمُفِيد

قوله رحمه الله: «وَكَذَلِكَ كَانَ مَنْ ظَنَّ أَنَّهُ إِذَا تَقَرَّبَ إِلَى غَيْرِهِ بِعِبَادَةٍ مَا يُقَرِّبُهُ ذَلِكَ الغَيْرُ إِلَيْهِ - تَعَالَى - فَإِنَّهُ يُخْطِئُ؛ لِكَوْنِهِ شَبَّهَهُ بِهِ، وَأَخَذ مَا لاَ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ إِلاَّ لَهُ» فمن شبه المخلوق بالخالق، فتقرب إلى المخلوق بشيء من أنواع العبادة يظن أن هذا المخلوق يتوسط له عند الله فيشفع له عند الله، ويقربه عند الله زلفى؛ فقد أعطى المخلوق ما ليس له؛ لأن العبادة حق الله عز وجل.

قوله رحمه الله: «فَأَشْرَكَ مَعَهُ - سُبْحَانَهُ - فِيهِ غَيْرَهُ، فَبَخَسَهُ -سُبْحَانَهُ- حَقَّهُ؛ فهَذَا قَبِيحٌ عَقْلاً وَشَرْعًا، وَلِذَلِكَ لَمْ يُشْرَعْ وَلَمْ يُغْفَرْ؛ فَاعْلَمْهُ». الشرك هو: جعل شيء من حق الله الخالص به - سُبْحَانَهُ - للمخلوق.

فالعبادة خاصة بالله؛ فلا يجوز أن يعبد المخلوق بشيء من أنواع العبادة، فهذا أعظم الظلم: {إِنَّ ٱلشِّرۡكَ لَظُلۡمٌ عَظِيمٞ} [لقمان: 13]؛ لأن العبادة وضعت في غير موضعها، وذلك حقيقة الشرك.

أيضًا المشرك لا يغفر الله له، مع أن الله غفور رحيم، رحمته {وَسِعَتۡ كُلَّ شَيۡءٖۚ} [الأعراف: 156]؛ فهو واسع المغفرة، ولكن لما تجاوز المشرك حدود المغفرة، وحدود الرحمة فعبد غير الله؛ لم تنله رحمة الله، ولا مغفرته: {إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ} [النساء: 48].


الشرح