ومن
ظن أن الله لا يبعث عباده ويجازيهم بأعمالهم، فقد ظن بالله ظن السوء، وظن به عدم
العدل بين عباده، وظن به العبث... إلى غير ذلك.
ومن
ظن أن الله لا يبعث رسولاً، ولا ينزل كتابًا، ويترك الناس على عقولهم؛ فهذا ظن
بالله ظن السوء، كما قال تعالى: {وَمَا
قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدۡرِهِۦٓ إِذۡ قَالُواْ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ عَلَىٰ
بَشَرٖ مِّن شَيۡءٖۗ قُلۡ مَنۡ أَنزَلَ ٱلۡكِتَٰبَ ٱلَّذِي جَآءَ بِهِۦ مُوسَىٰ} [الأنعام: 91] يخاطب
اليهود الذين قالوا: {مَآ
أَنزَلَ ٱللَّهُ عَلَىٰ بَشَرٖ مِّن شَيۡءٖۗ} يريدون أن ينكروا رسالة محمد صلى الله عليه وسلم: {قُلۡ
مَنۡ أَنزَلَ ٱلۡكِتَٰبَ ٱلَّذِي جَآءَ بِهِۦ مُوسَىٰ نُورٗا وَهُدٗى لِّلنَّاسِۖ
تَجۡعَلُونَهُۥ قَرَاطِيسَ تُبۡدُونَهَا وَتُخۡفُونَ كَثِيرٗاۖ وَعُلِّمۡتُم مَّا
لَمۡ تَعۡلَمُوٓاْ أَنتُمۡ وَلَآ ءَابَآؤُكُمۡۖ قُلِ ٱللَّهُۖ} [الأنعام: 91] فهم لا
يستطيعون أن يقولوا: «لا»، أبدًا.
قوله رحمه الله: «فَذَلِكَ نَفْيٌ لِعِلْمِ اللهِ وَلِسَمْعِهِ وَكَمَالِ إِدْرَاكِهِ، وَكَفَى بِذَلِكَ ذَنْبًا» وظنًّا بالله ظن السوء.