وَبِالجُمْلَةِ: فَمَا قَدَرَ اللهَ
حَقَّ قَدْرِهِ مَنْ عَبَدَ مَعَهُ مَنْ ظَنَّ أَنَّهُ يُوصِّلُ إِلَيْهِ؛ قال
تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا
ٱلنَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٞ فَٱسۡتَمِعُواْ لَهُۥٓۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِ
ٱللَّهِ لَن يَخۡلُقُواْ ذُبَابٗا}
الآية
[الحج: 73]... إِلَى أَنْ قَالَ: {مَا
قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدۡرِهِۦٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحج: 74]، وقال تعالى: {وَمَا
قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدۡرِهِۦ وَٱلۡأَرۡضُ جَمِيعٗا قَبۡضَتُهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ
وَٱلسَّمَٰوَٰتُ مَطۡوِيَّٰتُۢ بِيَمِينِهِۦۚ سُبۡحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا
يُشۡرِكُونَ} [الزمر: 67].
فَمَا
قَدَرَ القَوِيَّ العَزِيزَ حَقَّ قَدْرِهِ مَنْ أَشْرَكَ مَعَهُ الضَّعِيفَ
الذَّلِيلَ.
****
الشرح
قال تعالى في سورة «الحج»: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٞ فَٱسۡتَمِعُواْ لَهُۥٓ} ما هو هذا المثل؟ {إِنَّ ٱلَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ} من الأصنام والأشجار والأموات والأحجار والملائكة والرسل، وجميع العباد {لَن يَخۡلُقُواْ ذُبَابٗا وَلَوِ ٱجۡتَمَعُواْ لَهُۥۖ}؛ فالعبادة لا يستحقها إلا الخالق، وهؤلاء لا يخلقون شيئًا، وهم يخلقون، فكيف تعبدونهم؟! كيف تعبدون المخلوق العاجز مع الخالق القادر سبحانه وتعالى ؟! هذا من براهين التوحيد، وإبطال الشرك: {لَن يَخۡلُقُواْ ذُبَابٗا} فالذباب هو أضعف شيء، وأقل شيء، لو اجتمع الإنس والجن والأطباء وحُذَّاقُ العالم يريدون أن يخلقوا ذبابًا ما استطاعوا، أو لينفخوا فيه الروح ويجعلوه يتحرك ويذهب ويأتي، لا يمكن، يمكن أن يصوروا الذباب، أو يصنعوا تمثالاً مثل الذباب، ولكنهم لا ينفخون فيه الروح ويجعلونه حيًّا، فلا أحد يقدر على هذا، {وَلَوِ ٱجۡتَمَعُواْ لَهُۥۖ} بل: {وَإِن يَسۡلُبۡهُمُ ٱلذُّبَابُ شَيۡٔٗا لَّا يَسۡتَنقِذُوهُ مِنۡهُۚ ضَعُفَ ٱلطَّالِبُ وَٱلۡمَطۡلُوبُ}. ثم قال: {مَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدۡرِهِۦٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحج: 73، 74].