×
إفَادَة الْمُسْتَفِيد فِي شَرْحِ تَجْرِيدِ التَّوْحِيدِ الْمُفِيد

فمن أشرك بالله فما قدره حق قدره سبحانه وتعالى؛ لأنه لا يقبل الشرك، والشرك تنقص له سبحانه وتعالى.

وقال تعالى: {وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدۡرِهِۦ وَٱلۡأَرۡضُ جَمِيعٗا قَبۡضَتُهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَٱلسَّمَٰوَٰتُ مَطۡوِيَّٰتُۢ بِيَمِينِهِۦۚ سُبۡحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشۡرِكُونَ}، وقال في آخر سورة «الزمر»: {وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدۡرِهِۦ} أي: ما عظموه حق تعظيمه، {وَٱلۡأَرۡضُ جَمِيعٗا قَبۡضَتُهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ} فالأرض بجبالها وبحارها وجميع محتوياتها يقبضها الله عز وجل بيده يوم القيامة، {وَٱلسَّمَٰوَٰتُ مَطۡوِيَّٰتُۢ بِيَمِينِهِۦۚ} أي: السموات أيضًا يقبضها الله - تعالى - باليد الأخرى، على سعتها وعظمتها؛ فهذا يدل على عظمة الله سبحانه وتعالى بحيث يطوي السموات بيمينه، ويقبض الأرض بيده الأخرى ([1])، هذا يدل على عظمته، فكيف يشرك به المخلوق الضعيف الذي لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضَرًّا، وهو من أضعف الناس؟! ثم قال: {سُبۡحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشۡرِكُونَ} [الزمر: 67].


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (7413) معلقًا، ومسلم رقم (2788).